يقول الشاعر:
وكم علمته نظم القوافي … فلما قال قافية هجاني
ينطبق هذا البيت على حال كثير من الناس اليوم عند الكتابة أو الحديث عن التعليم أو المعلمين والمعلمات فعند أي حادثة في التعليم إلا وسل الكثير ممن تتلمذ على أيديهم ألسنتهم وأقلامهم عليهم وقذفهم بالاستهتار واللامبالاة، وتحميلهم كل قضايا وسلوكيات أو أخطاء المجتمع وأنه يجب وضع الأنظمة والقوانين التي تحد من هذا الاستهتار وينسى كثير من فضلهم عليه عندما كان تلميذاً بين أيديهم وكأن هذه القضايا لا تحدث إلا في وزارة التعليم.
لماذا التعليم؟
وقد قدمت وزارته بكافة منسوبيها نموذجًا يحتذى به في إدارة أزمة كورونا والكل أشاد بها، فلماذا هذا الهجوم وبالأمس القريب؟ قد كان الجميع يعاني من متابعة وضبط أبنائه وفلذة كبده وهم جلوس في البيت على الجهاز للدراسة عن بعد، فكيف بمدرسة فيها خمسمائة طالب أو أكثر؟ وهل نتوقع أن مدرسة بهذا العدد من الطلاب أن مديرها أو منسوبيها لا يحملون همّ هؤلاء الطلاب والسعي في الحرص على سلامتهم. فمن توقع هذا فأقول له يبدو أنك لم تلتحق بمدرسة أبدًا ولم تقف في الطابور الصباحي يومًا ما.
لماذا التعليم؟
ونحن نعلم أن الأحداث لن تنتهي والقضايا لن تتوقف وأقدار الله نافذة وإن كنّا على سرر من استبرق.
ووزارة التعليم فيها من الأنظمة والقوانين والعقوبات ما يكفل لكل ذي حق حقه.
وعلى كل حال: لا نقلل حجم بعض المصائب ووقعها على أهلها ولا نبرر للخطأ مهما صغر ولا نمنع النقد الهادف ولكن أسلوب الاصطياد في الماء العكر لا يمارسه إلا أصحاب القلوب الضعيفة والبصيرة العمياء.
همزة وصل:
قال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ”.