الطيران المدني لا يكفي الحاجة

من المُضحكات المبكيات أن السعوديين القاطنين في القريات وطريف عندما يريدون السفر إلى جدة أو الرياض يسافرون إلى الأردن للإقلاع من مطار الملكة عليا إلى وجهاتهم المنشودة بوطنهم في جدة والرياض !!!!
قد يسأل السائل لماذا هذا السفر الدولي المؤدي إلى السفر الداخلي والمسافرين أصلًا في الداخل؟ والإجابة الصادمة هي أن السفر الدولي من الأردن إلى جدة أو الرياض يكلف ما بين ٤٠٠ ريال إلى ٦٠٠ ريال، بينما السفر من طريف أو القريات إلى جدة أو الرياض يكلف ما بين ١٢٠٠ ريال إلى ١٣٠٠ ريال !!
هل يعقل هذا الكلام؟ وهل نلوم الشماليين السعوديين إذا سافروا لمدنهم الداخلية عن طريق السفر الدولي ؟!
حالة غريبة لم أستوعبها عندما قرأت تقريرها في صحيفة “الوطن” السعودية، والأدهى والأمر أن أهالي المناطق الشمالية لا يشتكون من ارتفاع الأسعار فقط، ولكنهم يشتكون من عدم وجود رحلات كافية مجدولة من مطارات الشمال إلى بقية مطارات المملكة، وإذا وجدوا رحلات محدودة فهي غير مباشرة ولا تصل وجهاتهم المقصودة إلا بعد المرور على محطة توقف، أي أنهم يعانون الأمرين، مرارة عدم وجود رحلات بالشكل الصحيح ومرارة ارتفاع الأسعار في حال وجودها، فهل من حل لدى هيئة الطيران المدني ؟؟
وفيما يتعلق بارتفاع أسعار التذاكر بصفة عامة على جميع شركاتنا الوطنية والأهلية، كلنا نعلم بأن جائحة كورونا تطلبت التباعد في مقاعد الطائرات كإجراء احترازي، وهذا الإجراء جعل الشركات تضاعف الأسعار للتعويض عن الخسارة بسبب إنقاص حمولة الطائرات إلى النصف بسبب التباعد، ولكن الملاحظ بعد العودة إلى التقارب واكتمال حمولة الطائرات بالعدد المعتاد لم تعود الأسعار لوضعها الطبيعي قبل الجائحة، وإنما استمرت كما لو كانت ماتزال في وضع التباعد، فماذا يعني ذلك غير الاستغلال والجشع الذي أضر بالناس وأرهقهم ، وأخيرًا يتبادر إلى سؤال آخر وهو:- لماذا لا يكون لدينا في السعودية عدة شركات طيران منافسة لتأمين الرحلات المطلوبة ولتخفيض الأسعار؟ فالناقل الوطني الخطوط السعودية وشركتي ناس وأديل أصبحت لا تفي بالغرض المطلوب ولا تلبي احتياجات السعوديين في السفر والتنقل بين المدن، ثم إننا مقبلون على مرحلة جديدة في توجهنا إلى تطوير السياحة، والسياحة شريانها الأساسي هو تلبية احتياجات السفر الجوي، كل هذه الحيثيات تؤكد أهمية السؤال المطروح، والناس تنتظر لعل وعسى هناك من يتصدى لحل هذه المشاكل العويصة.