من يفقد الذاكرة، شخصٌ يتخبط بين مشاعر مختلفة وذكريات تتفاوت.. فقد يغيب ثم يعود كشخصٍ آخر، وبذكرى أُخرى ونظراتٍ أخرى.
وهناك من الطرف الآخر من ينظر له بعين الحاسد متمنيًا أن يخوض هذه التجربة، ولكنه قد يرغب بالانتقاء.. يريد أن يحتفظ ببعض ممتلكاته، وهذا ما يفرضه حب الذات أو الأنانية ربما.. وتناسى تمامًا أن هذا الآخر يُعاني ولا يُحسن التعبير بل إنه يجهل ولا يستطيع حتى أن يستنكر.. لأن نصف شفائه مشمول بالفهم – الإدراك – الاستيعاب، وهو هنا لا يُدرك ولا يعي.. وقد لا يكون حتى يقظًا أو قادرًا على ملاحظة شيء..
لذا لا تتمنى مكان غيرك وإن أجبرتك الظروف، أو هكذا تصور بعقلك.. ولنختلط بحرص ولنندمج باستقلال كقطع الخضراوات الملونة في وعاء كبير.. نعم أُدمِجت قطع البندورة مع شرائح الخيار والجزر المبشور وأوراق الخس المقطع.. وخُلطت في وعاء إلا أنها برغم اندماجها واختلاطها تمسكت بنفسها وما قبلت أن تفرط بخصائصها.. وظلت تعبر عن نفسها برغم الظروف، فهلا اندمجنا في وعاءٍ كبير وأبرز الجميع فيها خصائصه المستقلة.
هل لنا بالتفرد، بالتنافس، بالابتعاد عن الاستنساخ الأعمى، بممارسة ما يميز أحدنا عن الآخر (لنكمل بعضنا بعضًا وننفع ويِنتفع بنا) لنكون قدوةً يحتذى بها ويعلو صداها الكون بأكمله).
الرحيل مع القطيع قد يُمثل الكثرة، وقيل: إن الكثرة تغلب الشجاعة، إلا أننا لم نتكاثر ولم نجتمع ولم نتشجع، نحن فقط وقفنا مقلدين وما كسبنا ما اكتسبنا، ولا ظلت أنفسنا كما كانت.
رسالة كي يكون لنا مبدأ، ولا نكون مستنسخين عن أحد.
سلطة لا انصهار، فائدة لا أضرار.
(هونًا على هويتنا)؛ فإنها حقًا غاااالية.