أخبار العالم

«البواردي» الإماراتية: التهاون الدولي في التصدي للميليشيات وراء التهديدات الأمنية بالمنطقة

أبوظبي في 5 مايو/ وام

أكد معالي محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع أن القوات المسلحة الإماراتية على أتم الاستعداد لمواجهة كافة التهديدات الأمنية التي قد تفرضها تغيرات المشهد الجيوسياسي في المنطقة والعالم، مشدداً على أن هذه الجهوزية التامة تأتي بفضل دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وأشار معاليه في حوار خاص لوكالة أنباء الإمارات “وام” إلى أن التحديات الأمنية التي فرضتها التطورات الأخيرة في المنطقة والعالم تتطلب مرونة أكبر في توسيع خيارات مصادر التسليح، مؤكدا: ” لن نتردد في اتخاذ الخطوات المناسبة والتي تنطلق من مصالحنا الوطنية في المقام الأول والأخير”.

وقال معاليه ” لم يعد خيار تعزيز قطاع الصناعات الدفاعية المحلي ترفاً، بل خيار استراتيجي تحتمه المعطيات التي تحكم هذا المشهد على المستوى العالمي”.. مضيفاً بأن القوات المسلحة الإماراتية ستواصل مساهمتها في تعزيز الأمن الإقليمي والعالمي من خلال التحالفات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف، وتحت مظلة الشرعية الدولية والإجماع الدولي.

وشدد معاليه على نجاح تطبيق الخدمة الوطنية والاحتياطية في الدولة، مشيراً إلى أن منتسبي الخدمة الوطنية والمتقاعدين العسكرين يشكلون جنباً إلى جنب مع إخوانهم من منتسبي القوات المسلحة درعاً حصيناً للمجتمع، واصفاً إياهم بجهاز المناعة المجتمعية، وأكد أنهم قادرون بمستوى التأهيل الأكاديمي والفكري والعسكري الذي اكتسبوه على حماية مكتسبات الاتحاد في مختلف الأصعدة وفي مختلف المجالات والتخصصات.

– جهوزية تامة..

وأكد معالي وزير الدولة لشؤون الدفاع أن القوات المسلحة الإماراتية أظهرت جهوزية تامة في تعاملها مع التهديدات الأمنية الأخيرة التي استهدفت الدولة، مشيراً إلى أن تلك التهديدات لم تكن وليدة الصدفة، بل هي نتاج لما وصفه بـ”التهاون الدولي” في التصدي للعديد من الخروقات الأمنية التي تسببت بها المليشيات المؤدلجة في أكثر من دولة في المنطقة منذ بداية الثمانينيات حتى اليوم. مشدداً على أن القوات المسلحة الإماراتية مؤهلة بالشكل الكافي لمواجهة تلك التحديات بقدراتها وخبراتها الذاتية، وبالتعاون والشراكة مع حلفائها الإقليميين والدوليين.

وقال ” لا شك أن المشهد الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط كان الأكثر تشابكاً وتعقيداً طوال العقود الخمسة الماضية، وهو ما تطلب مواكبة واستعداداً تامين، ومن هنا جاء اهتمام قيادة دولة الإمارات ببناء قوات مسلحة قادرة على الدفاع عن الدولة بكفاءة عالية وحماية أمنها ومصالحها ومكتسباتها الوطنية، والمساهمة في دعم جهود حماية الأمن الإقليمي والعالمي، وهو ما انعكس على الاستراتيجيات الدفاعية وخطط التسليح التي سعت إلى تأمين كل ما يلزم لتأدية تلك الأدوار والمهام.

وأضاف ” قواتنا المسلحة على أتم الاستعداد والجهوزية لتأدية مهمة الدفاع عن دولة الإمارات العربية المتحدة وحمايتها من مختلف التهديدات والحفاظ على أمنها وسيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها”.

– ذكرى توحيد القوات المسلحة..

وبمناسبة الذكرى الـ 46 لتوحيد القوات المسلحة الإماراتية، قال معاليه ” إن المكانة المشرفة التي حققتها قواتنا المسلحة منذ قرار توحيدها في عام 1976 وتصنيفها من ضمن أفضل جيوش المنطقة تدريبا واحترافا وتسليحا لم يكن وليد الصدفة بل هو نتاج رؤية حكيمة من قيادتنا الرشيدة وجهود جبارة لتوفير كل أشكال الدعم والرعاية لهذه القوات سواء من خلال إعداد وتأهيل العنصر البشري المواطن باعتباره عماد أي قوات مسلحة حديثة ومصدر تفوقها فجاء الاهتمام بتدريبه وفق أحدث الأساليب المتبعة على المستوى الدولي، وتحديث وتطوير القدرات والتجهيزات العسكرية بشكل متواصل عبر التزود بأحدث الأسلحة وأكثرها تطورا في العالم، وقد أسهم ذلك في الارتقاء بكفاءة وقدرات وجاهزية قواتنا المسلحة إلى أن وصلت إلى المستوى المتقدم الذي نشهده اليوم.

وأشار إلى أن المناسبة تعد مناسبة وطنية تحمل دلالات الفخر والاعتزاز لما حققته قواتنا المسلحة من قدرات براً وبحراً وجواً وعلى مختلف الأصعدة، مشيداً بالقرارات السامية للقيادة الرشيدة والتي ترجمت إلى خطوات ومبادرات وقرارات أسهمت في رفع الكفاءة القتالية لقواتنا المسلحة، حيث عمدت تلك التوجيهات إلى التأكيد على أهمية التأهيل الأكاديمي لمنتسبي القوات المسلحة عبر إنشاء المعاهد والمدارس والكليات العسكرية التي تقوم بتدريب المنتسبين إليها، وإعدادهم عسكرياً وتزويدهم بجميع العلوم والخبرات والتي تؤهلهم لكي يكونوا قادرين على إنجاح ما يسند إليهم من مهام مستقبلاً، كما أكدت على ضرورة العمل على رفع قدرات العناصر القتالية والتنظيمية عبر إجراء المناورات والتمارين والتدريبات العسكرية بشكل متواصل، وتأهيل كوادرها الوطنية وإعدادها للتعامل مع التقنيات الحديثة والاستراتيجيات العسكرية المتقدمة.

– المصالح الوطنية أولاً..

وأوضح معاليه أن المنطقة والعالم يشهدان تحولات كبرى، وقال ” لن نتردد في اتخاذ الخطوات المناسبة والتي تنطلق من مصالحنا الوطنية في المقام الأول والأخير”.. مضيفاً ” ما يهمنا هنا هو موقفنا ومصالحنا وسنعمل على اتخاذ كافة الخطوات الكفيلة بتأمين ذلك”.

وأضاف معالي وزير الدولة لشؤون الدفاع أن قطاع الصناعات الدفاعية الإماراتية بات تشكل أحد أكبر القطاعات الاستراتيجية الواعدة، مشيرا إلى أن دولة الإمارات حققت نجاحات كبيرة في هذا الإطار سمحت بتقدمها للمركز الـ 25 عالمياً.

وأوضح معاليه أن تعزيز الصناعات الدفاعية المحلية لم يعد ترفاً، بل هو خيار استراتيجي تحتمه المعطيات التي تحكم هذا المشهد على المستوى العالمي.. وقال ” نؤمن بأننا وبفضل خبراتنا الواسعة وتحالفاتنا العالمية قادرون على تلبية جزء كبير من احتياجاتنا خلال الفترة المقبلة، وتوسيع دائرة عملائنا الخارجيين، انطلاقاً من حجم استثماراتنا في هذا القطاع والدعم الذي وفرته القيادة الرشيدة لتعزيز منظومة الصناعات الدفاعية المحلية”.

وأكد أن الصناعات الدفاعية الإماراتية أثبتت كفاءتها على أرض الميدان في العديد من المهام التي نفذتها قواتنا المسلحة، وقد انعكس ذلك على الثقة العالمية في تلك الصناعات التي باتت محط اهتمام العديد من الدول حول العالم.

– مركز عالمي..

وانتقل معاليه للحديث حول نجاح الإمارات في التحول إلى مركز عالمي للمعارض والمؤتمرات الدفاعية المتخصصة، مشيرا إلى أن دولة الإمارات برهنت خلال السنوات الماضية على قدرة فائقة في تنظيم واستضافة كبرى المعارض والمؤتمرات الدفاعية في العالم، وهو ما رسخ مكانتها ودورها المحوري في دعم الصناعات الدفاعية محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وأضاف أن المعارض والمؤتمرات الدفاعية التي تستضيفها دولة الإمارات بشكل دوري تمثل حدثا فارقا على المستوى العالمي سواء على مستوى حجم الحضور والمشاركة أو مستوى الاتفاقيات التي يتم عقدها لتعزيز التعاون بين الشركات والحكومات والمضي قدماً في مسير بناء عالم أكثر أمناً واستقرارا للأجيال الحالية والقادمة.

وقال معاليه ” لعبت هذه المعارض دورا بارزا في تطوير الصناعات الدفاعية الوطنية وتعزيز تنافسيتها على الساحة الدولية حيث تقف شركات التصنيع الإماراتية اليوم على نفس المنصة التي تقف عليها كبريات الشركات العالمية شريكاً ونداً ومنافساً حقيقياً مستمدة تألقها من موروث هائل في سياسة نقل التكنولوجيا والمعرفة، وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية الوطنية”.

– المهام الخارجية..

وتطرق معاليه إلى المشاركات الخارجية للقوات المسلحة الإماراتية في العديد من المهام مشيراً إلى أن تلك المشاركات جاءت تلبية لطلب الدول المعنية نفسها وفي إطار القرار والإجماع الدولي، واستجابة من الإمارات لنداء الواجب الإنساني في حفظ أرواح الأبرياء ودعم الحق والشرعية في الدول التي شهدت تلك المهام، ولقد أثمرت هذه المشاركات في بسط سيادة القانون وحفظ الأمن والسلم والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأضاف أن القوات المسلحة الإماراتية أثبتت خلال السنوات الماضية أنها تمثل طرفاً فاعلاً في مواجهة مصادر التهديد الرئيسية التي تواجه أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقد تجلى ذلك واضحا في العديد من المراحل التاريخية مثل مشاركتها في عملية “عاصفة الحزم” في مارس 2015، والتحالف الدولي ضد “داعش” في عام 2014، ومشاركتها ضمن قوات درع الجزيرة لإعادة الأمن والاستقرار إلى مملكة البحرين الشقيقة عام 2011، وعملية تحرير الكويت عام 1991، إضافة إلى العديد من مهام حفظ السلام في الدول الشقيقة والصديقة حول العالم.

– الخدمة الوطنية..

وشدد معالي وزير الدولة لشؤون الدفاع على نجاح تطبيق الخدمة الوطنية والاحتياطية في الدولة، مشيراً إلى أن منتسبي القوات المسلحة من الأفراد والاحتياطيين يشكلون ما وصفه بجهاز المناعة المجتمعية، مشدداً على التأثير الإيجابي لدورات الخدمة الوطنية على سلوكيات المنتسبين وتعزيز وعيهم وبواجباتهم تجاه الوطن.

وشدد على أن دورات الخدمة الوطنية نجحت في تأهيل الطلاب والمنسبين وتهيئتهم للانتقال من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين ودخول سوق العمل بالتزام وانضباط ووعي أكبر، وقال: “نحتفي اليوم بنجاح تخريج جيل كامل من الخريجين وسنواصل تعزيز برامج الخدمة الوطنية بشكل مستمر لضمان مواكبة المتغيرات والاحتياجات البدنية والسلوكية والفكرية للمنتسبين”.

– اعتزاز وتقدير..

وفي ختام الحوار، وجه معاليه رسالة اعتزاز وتقدير لكافة منتسبي القوات المسلحة الإماراتية مشيدا بالسمات والخصال التي ميزت جنود دولة الإمارات المتمثلة في الولاء المطلق للقيادة الرشيدة، والشجاعة والقوة، والإبداع والتميز بالعمل، والحكمة في التعامل مع مختلف المواقف، والقدرة الفائقة على الصبر وتحمل المصاعب، فضلا عن احترامهم للأخرين وفكرهم المتسامح مع كافة الشعوب والديانات الأخرى.

وأضاف: أظهرت المهام التي نفذها أبناء قواتنا المسلحة طوال السنوات الماضية حجم الانضباط والكفاءة العالية والمهارات المتقدمة التي يتمتعون بها ومدى الجاهزية والاستعداد للعمل في مختلف الظروف الأمر الذي كان على الدوام محط إشادة وإعجاب المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن أسس ومبادئ العقيدة العسكرية التي تنطلق منها القوات المسلحة في ممارسة مهامها في الداخل والخارج جاءت ترجمة لفكر القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، والتي تتمثل في الدفاع عن الوطن، وصون أراضيه، والحفاظ على مكتسباته من خلال امتلاك قوة عسكرية تتيح ردع الطامعين وتكون حصناً للسلام وحامية له، وعوناً للأشقاء في الملمات، وأداة للإسهام في حفظ الأمن والسلام على المستوى الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى