المقالات

#المخدرات هلاك الشعوب

تبذل الدولة جهودًا جبارة في مكافحة المخدرات وتتبع مروجيها ومستخدميها ومحاكمتهم وإيقاع العقوبات الرادعة عليهم، ولم يقتصر دورها -أعزها الله- على المعاقبة بل تجاوزه إلى الإصلاح والعلاج وقبل هذا وذاك الدور التوعوي الكبير الذي تقوم به الجهات المختصة في سبيل مكافحتها والتحذير منها.

ومع ذلك لابد من الإشارة إلى أننا نواجه حربًا شعواء لتهريب المخدرات إلى داخل المملكة العربية السعودية بكافة الطرق الملتوية طمعًا في إغراق الشعب والسيطرة على مقدراته حسدًا وحقدًا، والشواهد على ذلك كثيرة فالأعداء لم يرقبوا في تهريبها إلًا ولا ذمة، فقد حاولوا تهريبها في الأحشاء الداخلية للقادمين! كذلك في المواد الغذائية والفواكه الواردة من الدول المجاورة، وتجاوزوا ذلك إلى استغلال مواسم الحج والعمرة ظنًا منهم بعدم استطاعة الجهات الأمنية السيطرة الكاملة في أوقات الذروة، وأنّى لهم ذلك في ظل السيطرة الأمنية الاستباقية والتجهيزات الضخمة المتوفرة واللحمة الوطنية التي تأبى على أبنائها وبناتها الهوان.

ولو استعرضنا قليلًا تاريخ المخدرات لوجدنا أنها استخدمت كحرب باردة لتدمير شعوب الدول المناوئة أو المنافسة، وعلى سبيل المثال بريطانيا العظمى استعمرت الصين عن طريق ترويج المخدرات، وسمحت للصينيين اتباعها بزراعة الأفيون وتصنيعه والاتجار به؛ بهدف السيطرة على الأمة الصينية وشل قدرات الأفراد وطاقات الأمة وقتل روح المقاومة لدى الشعب، ولم تستطع الصين التحرر من ذلك إلا بعد أن فرضت عقوبات صارمة على المروجين والمستخدمين وصلت إلى حد الإعدام.

كذلك حاولت الإمبراطورية اليابانية تشجيع عملائها في الهند ومصر على زراعة الأفيون من أجل السيطرة واستغلال موارد هذه الشعوب، وأيضًا الولايات المتحدة الإمريكية قامت عن طريق أجهزتها الاستخباراتية بنشر وترويج المخدرات بين أفراد الجالية الأمريكية ذات الأصول الأفريقية للقضاء عليها وتدمير عقول أبنائها حتى لا يتمكنوا من المنافسة على المناصب القيادية والإدارية والثقافية في المجتمع الأمريكي!!

وكذلك الحال في بعض دول العالم التي تهدف إلى تحقيق مصالحها بمعزلٍ عن مصالح الشعوب وبانسلاخ تام عن الأعراف الدولية والقيم الإنسانية.

وعلى المستوى الشخصي فقد تبددت ثروة الملياردير البرازيلي سيسيرو عن طريق تجار المخدرات؛ حيث جرب أعداؤه معه كل الوسائل للقضاء عليه ولم ينجحوا، وكانت أسهل طريقة لتدميره هو استغلال ابنته الوحيدة 14 سنة وإيقاعها في الإدمان المدمر، وبعد دخولها في الإدمان تم استدراجها وإخفاؤها عن والدها، وهذا السبب جعله يخسر الكثير من الوقت بحثًا عنها حتى إن شغله الشاغل كان العثور عليها، فأجَّل الكثير من الصفقات وغاب عن العمل وبعد غيابه المستمر عن مشاريعه استغل مدير أعماله فترة غيابه عن العمل وظروفه الخاصة وغدر به؛ فتبددت ثروته وانتهى أمره.

ولو عُدنا إلى الأضرار التي تترتب على تعاطي المخدرات لما استطعنا توضيحها أو حتى الإشارة إليها في مقال صحفي كهذا؛ فهناك أضرار وطنية واقتصادية وأمنية واجتماعية وصحية يصعب حصرها؛ ولذا يجب علينا التكاتف والتعاون على جميع المستويات الشخصية والاجتماعية والحكومية والخاصة لمحاربة المخدرات ومكافحتها والتوعية بأضرارها، والأخذ على يد المغرر بهم من أبناء المجتمع ومعالجتهم في المصحات التي هيأتها الدولة لذلك ومتابعة مراحل علاجهم، وكذلك بث البرامج التوعوية بأضرار المخدرات على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، واستهداف فئة الشباب والفتيات بالذات؛ حيث إنهم أكثر عرضة للتغرير والانحراف.

واستشعار المسؤولية الوطنية الكبيرة في مكافحة المخدرات وحماية وطننا منها؛ حيث إن كل مواطن رجل أمن ووطن لا نحميه من المخدرات لن نستطيع العيش فيه بأمن وسلام ودمتم آمنين.

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button