قد تضطر لأن (تعطيها كاش في وجه المدير) قائلًا:
يحزنني أنك مازلت مصدّقًا (أننا صدقنا تواضعك!!)
ونضحك بشفقة من أسلوبك الظاهري المتواضع والخفي المتسلط بحثًا عن الذات !
يا سعادة المدير، أو عفوًا أقصد: يا معالي المدير، أو عفوا أقصد: يا فخامة المدير:
لا يخفى على جليل علم معاليكم الموقر
ولا يغيب عن علو فكر فخامتكم أيدكم الله
أن بيئة العمل تحتاج إلى ترويح، ومرونة؟
و(فك حِجاج شوية) حتى تسير عجلة العطاء، وتثمر أشجار البذل!
إننا يا كبير معالي الفخامات كلها نتشرف، وتتسابق أفئدتنا في دعوة معاليكم الكبير، كون معاليكم رئيسنا المباشر لتشريف لقائنا الأول: لقاء لجنة تنمية البطاطس في مقرها الواقع في الدور الثاني بجوار محل صبحي للدواجن، ومقابل محل أخو صبحي لقص المفاتيح.
وكلنا أملٌ وتطلعٌ وعشمٌ وطموحٌ في منحنا القليل من وقت معاليكم الثمين (والأغلى من المتر داخل حدود الحرم) لتشريفنا هذه المناسبة.
تصل العريضة إلى معالي المدير ويقرأها ويتنفس بنشوة، وينتفخ رأسه، ويطيح العقال، وتتفكك أزرار اللياقة، وتنبلج أساريره عُجبًا بهذه العاصفة الحارة من عبارات الثناء، وكلمات التفخيم، ويقضي يومه مبتسمًا يترنم كلما تذكر تلك العاصفة التفخيمية التي لا تليق إلا به (أقصد بمعاليه)، طبعًا هنا لا بد أن يحضر المناسبة لسماع المزيد من النفخ.
أخي القارئ الكريم:
إذا واجهت هذه النوعية من المدراء، فأنت أمام خيارين لا ثالث لهما:
١- الخيار الأول: أن (تزبّدها) في وجهه بطريقة نظامية، بحيث لا يمسك عليك أي زلة شخصية يلوي بها ذراعك!
وهنا يجب أن تحضر للدوام قبل الطير، وأن تصلي الفجر في الطريق، وأن تنهي شغلك كامل وشغل جارك (وشغلك اللي مالك شغل فيه !)
٢- الخيار الثاني: (وأظنك هنا ستضيف مع الخيار طماط)؛ لأن شغلك سيصبح (سلطة) من المجاملات والمحاباة والتطبيل.
وهنا أولًا: يجب أن تغير اسم مديرك في الجوال من ( أبو صالح ) إلى: خليط من عبارات التفخيم أعلاه.
ثم ترسل له قبل الدوام (واتس أب) تصبّح عليه بالخير، وعندما تصل الدوام تمر مكتبه تصبح عليه بالخير، وبعد الظهر تمر تصبّح عليه بالخير + تصب له قهوة.
وفي نهاية الدوام (برضه تمر تصبّح عليه بالخير وتودعه).
ثانيًا: في الاجتماعات يجب أن تصفق له قبل أن يتحدث وبعد أن يتحدث وأثناء حديثه، وأن تمدحه أمام الحضور بعبارات يحبها في نفسه وينتظرها بفارغ الصبر، ولكنه يتظاهر أمام الاجتماع بالانزعاج منها؛ كونها نوعًا من الإطراء الذي لا يريده!
بكذا: أنت أمورك في السليييييييييم على الأقل إلى أن يتقاعد أو يتغير معاليه بمدير آخر.
يقول عالم النفس ألفرد أدلر:
قد تقود عقدة النقص صاحبها إلى البحث عن الكمال والتعويض عن نقصه بأي طريقة يراها تحقق رضاه، سواء أكانت هذه الطريقة صحيحة أم خاطئة، فإذا كانت صحيحة فهو مكافح ناجح، وإذا كانت خاطئة فهو أقرب إلى المرض النفسي.
آمل ألا يكون هذا المقال قد أزعج معالي مدير لجنة البطاطس.
لاكثر الله من أمثال هذا المدير المبجل ونتمنى زواله وأمثاله ولافض فوك يادكتور محمد.