حينما تسمع المنتخب السعودي تنطلق مباشرة للمنتخب السعودي لكرة القدم وبطولاته، أما أن تقدم السعودية منتخبًا من الموهوبين والعلماء؛ فهذا ما يجعلك تغمض عينيك لتبحر في آفاق المستقبل الذي ترنو هذه البلاد، وتتخيَّل هذه المواهب وهؤلاء العلماء الصغار كيف سيقودون بلادهم -باذن الله- نحو مستقبل مشرق ومكانة عالمية مرموقة لبلاد عظيمة. 35 موهوبًا وموهوبة شاركوا كمنتخب سعودي للعلوم والهندسة في معرض آيسف 2022 بأمريكا، وحققوا 22 جائزة عالمية لأفضل باحث وأفضل مشروع، ما أوقد في كل سعودي وسعودية شعورًا مفعمًا بالفخر والاعتزاز، وهذا نتاج ما تعيشه المملكة من حراك أطلقته الرؤية المباركة (2030) وثمرة يانعة من ثمارها، وما آمن به الأمير محمد بن سلمان بأن لدى الشباب السعودي شغفًا وحماسًا وقدرات حين قال: “همة السعوديين مثل جبل طويق”.
إننا أمام كوكبة من علماء المستقبل لزم تبنيهم وتشجيعهم، ودعمهم بكل السبل كوضع برنامج علمي لكل واحد منهم بما يتوافق مع موهبته وظروفه الخاصة وبالمجال الذي تفوق فيه (يفصل له تفصيلًا) إذا أردنا فعلًا أن نستثمر للمستقبل فكل موهوب منهم ثروة حقيقية لا تقدر بثمن، فالثروة الحقيقية هي الثروة البشرية كما يسميه الاقتصاديون رأس المال البشري. فاليابان من أفقر الدول في المواد الخام، ولكنه استثمر موارده البشرية حتى بلغ ما بلغ.
إن علينا العمل على تعظيم هذه الإبداعات وإنزالها أرض الواقع، والاستفادة القصوى منها بمشاريع إنتاجية وأن تتبنى جهات حكومية وخاصة ما يدخل في مجالها كأن تقوم وزارة الطاقة أو شركة أرامكو بتبني اختراعات الطاقة، بل أطمح أن يتبنى مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية مشروعًا وطنيًا لمواهب الوطن ومبدعيه.
ولإذكاء التنافس بين مؤسساتنا التعليمية أرى أن تمنح مدارس هذه المواهب وإداراتها التعليمية جوائز تقديرية ودعمًا ماليًا وإداريًا تحفيزًا لهم وتشجيع.
كما يجب دعم وتمكين مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهوبين (موهبة) إداريًا وماليًا، وتذليل المعوقات التي تواجهها لاكتشاف المواهب الكامنة في مدارسنا ودعمها وإبرازها للعالم.
بهذه الهامات وهذه المواهب والعقول وهذا المنتخب، نفتخر ونرفع رؤوسنا أمام العالم كله، ونقول: هولاء شباب السعودية، وهذه بلادنا؛ فالحمدلله رب العالمين.
Follow on X
