أصبحت المدن الذكية اتجاهًا للتنمية الرئيسي للبناء الحضري المستقبلي. وفي الوقت الحالي ومع انتشار تطبيقات الجيل الخامس من الاتصالات، تزدهر الثورة الصناعية الرابعة التي تتميز بالرقمنة والشبكات والذكاء الصناعي لتنمو وتكتمل، وتنقل الإنسان للثورة الصناعية الخامسة التي تتميز بدمج التكنولوجيا والتقنيات الحديثة مع الذكاء البشري. لتصنع بنية تحتية جديدة رئيسية تدعم التحول الرقمي والاقتصاد المعرفي لخدمة المجتمع والبشرية. ففي بناء المدينة الذكية وأحد أهم المرافق العامة الرئيسية للبناء الحضري، (أعمدة الإنارة الذكية).
إن تسهيل وتسريع وتطوير السياسات والخطط والإستراتيجيات يتطلب أن تتخذ أحد أهم أشكال الإدارة العملياتية الممنهجة في ظل متغيرات العصر اليوم. وإن أنظمة المعلومات والاتصالات الحديثة قادرة على صنع المعجزات في تكاملها وتلعب دورًا حاسمًا في دعم اتخاذ القرارات الحاسمة، وإيجاد بيانات دقيقة لحظية ميدانية وذلك في مبادرة (أسرع من سرعة الضوء) الذي يتضمن الجداول الزمنية المبتكر والطارئة والبيانات اللحظية الدقيقة التي تدعم اتخاذ القرارات المتنوعة والسريعة في جمع وتنظيم وعرض البيانات، وخلق المقترحات والتوصيات لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المبكر المناسب.
يتم تفعيل وتنفيذ هذا النوع من المبادرات بدعم من القيادة الرشيدة التي لا تتدخر مواردها في بناء وازدهار قبلة المسلمين مكة المكرمة، والتي يلامس ويشعر كل مسلم اقترب من هذه القبلة في زيارة لها في أي وقت. إذ تشهد المملكة تحولًا رقميًا في المجالات كافة، تعزيزًا للتحول الرقمي وتحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في القطاعين العام والخاص، للوصول إلى خدمات رائدة لمدن رقمية ذكية ومبتكرة توفر جودة الحياة للإنسان على هذه الأرض المباركة. وتمكين فرص الاستثمار المعرفي في البيانات والخدمات، ورفع مستوى رضا ومشاركة المواطن والمقيم والزائر. وتوفير بيانات موحدة وموثوقة لتحسين مرونة وكفاءة المنظومة الرقمية والمنصات الإلكترونية المتنوعة التي تخدم نظام موحد.
كما أن تفعيل وتنفيذ هذا النوع من المبادرات بعد تحقيق الدعم المنشود، يتولى عملية التنفيذ والتفعيل فيه النخبة من القدرات البشرية وبأيدٍ سعودية ذات كفاءة عالية بالتعاقد المباشر مع بيوت الخبرة التابعة لمعاهد الأبحاث والدراسات الإستشارية وحاضنات ومسرعات الأعمال بالجامعات السعودية العريقة لتنفيذ وتفعيل مبادرة (أسرع من سرعة الضوء) و(الضوء الذكي) في (أعمدة الإنارة الذكية) لبناء منظر حضري ومكون رئيسي في البنية التحتية للمدن الذكية؛ وذلك على أربع مراحل رئيسية. تكون المرحلة الأولى في داخل الجامعات بمقرها الرئيسي أولًا ثم فروعها المتنوعة. وتكون المرحلة الثانية في الأماكن العامة المخصصة للترفيه العام. وتكون المرحلة الثالثة هي ربط وتدريب الجهات الحكومية للاستلام النهائي مع التعاقد على الصيانة السنوية مع بيوت الخبرة المعتمدة. وتتضمن المرحلة الرابعة على نشر التجربة بعد نجاحها وتعميمها للإستفادة منها لتكون تجربة فريدة واستثمار معرفي حقيقي يخدم القطاع العام والخاص ويلامس المواطن والمقيم والزائر في احتياجاتهم الرئيسية باستخدام التقنيات الحديثة وبقدرات بشرية سعودية ذات مهارة وخبرة عالمية.
وإن في تفعيل وتنفيذ هذا النوع من المبادرات صعوبات وتحديات جوهرية. ومن أهم هذه التحديات، صعوبات تسويقية وإدارية وصعوبات وتحديات فنية وأخرى مثل الصعوبات التمويلية. إذ تتمثل الصعوبات التسويقية على إنخفاض الإمكانيات المالية وعدم إيجاد الحوافز الكافية للمنتجات المحلية والبحثية المبتكرة. أما الصعوبات الفنية فإنها تتمثل على القدرات البشرية والمهارات الفنية المحلية التي تمكنها من ممارسة الأساليب الإنتاجية المتطورة وأساليب الصيانة المبتكرة والاعتماد على التمويل الذاتي لمثل هذه المشاريع. إن التحول الرقمي والمدن الذكية يتطلب تبني أولًا وتصميم وتنفيذ النظم وتطويرها وتزويدها بأحدث أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية وأنظمة المعلومات والاتصالات تساعد في تسهيل الآليات الشاملة والاستراتيجيات التي أثبتت المملكة أنها رائدة فيها بالأرقام والمراكز العالمية المتقدمة. وإن البدء السريع والمباشر في إطلاق اقتصاد معرفي ومجتمعي شغوف للمعرفة والاستثمار والتجارة الرقمية في المدن الذكية يمكن ويدعم الجهات الحكومية ومساعدتها في إنشاء سلسلة من الخدمات لتحسين تجربة المواطن والمقيم والزائر بكل اعتزاز في المملكة العربية السعودية.
1
الذكاء الإصطناعي يعد الدعامة الأساس لمجالات التقنية الرقمية الحديثة ، ومنها المدن الذكية . وقد أسعدني ووضح لي مقالة سعادة الدكتور سلمان بن زايد الحارثي ، حول هذا الموضوع العلمي ، فقد شرحه وحلله بصورة رائعة ، فقد وفق سعادته في هذه المقالة الهادفة، وفق الله سعادة الدكتور سلمان . ونفع به وبعلمه .