المقالات

العالم الإسلامي والبعبع الأجنبي

من المعروف أن حياة الأمم والشعوب دائمًا متغيرة ومتقلبة الأقدار والأحداث ما بين التقدم والتخلف والصحة والمرض والغنى والفقر والسلم والحرب، وهكذا ..
وتلك سنة الله في خلقه؛ فالتغيير من سنن الحياة ..
الملاحظ أن تغييرات العالم الإسلامي لا تحدث أي أثر سلبي يذكر على مجريات الحياة لبقية دول العالم، فحرب العراق وإيران، وغزو أمريكا لكل من أفغانستان والعراق، وغزو العراق للكويت، وثورات الربيع العربي، وجميع ما حدث ويحدث في إطار إسلامي وعربي من حروب واضطرابات، لم تؤثر على الحالة العامة لدول العالم ..
بينما نلاحظ في المقابل بأن فايروس كورونا الذي نشأ خارج بلاد العرب والمسلمين، وعولج باللقاحات الأجنبية المصنعة في غير بلاد العرب والمسلمين، والآن حرب روسيا على أوكرانيا، وربما جدري القرود يأخذ دوره في المعادلة، كل هذه الأحداث التي نشأت، ونشبت بين الدول المتقدمة شرقًا وغربًا، ألقت بظلالها السيئة وتبعاتها السلبية على جميع دول العالم دون استثناء، فتلك الأحداث هزت اقتصاديات العالم بأسره، وكبدت الأسواق المالية خسائر فادحة بما فيها العملات الرقمية، ورفعت الأسعار، وتسببت في رفع نسبة التضخم ونسبة البطالة وتدني مستويات المعيشة في جميع دول العالم، فهل قدر العالم العربي والإسلامي أن يكون تابعًا لذلك البعبع الأجنبي في صحته ومرضه وفي حربه وسلمه وفي غناه وفقره ؟؟!!
لماذا أحداثنا وآلامنا لا تحرك فيهم ساكنًا، بينما نحن نتفاعل معهم في جميع أوضاعهم وأنماط حياتهم؟ هل هذه المنظومة العالمية تسبح في فلك الأقوياء وتتجاهل الضعفاء ؟ وهل هذا الوضع السائد والمفروض علينا سيبقى إلى قيام الساعة؟ هل التبعية لا انفكاك منها بسبب الهوية الورقية؟ هل سننتظر العدالة الإلهية حتى تنصف البشر في آخر الزمان؟ أسئلة محيرة وإجاباتها صعبة، وفي الآخر تلك حكمة الله في خلقه، ولله في خلقه شؤون.

د. جرمان أحمد الشهري.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button