الطاحسي بن علي -يرحمه الله-

ودعت منطقة الباحة يوم أمس الأربعاء أحد رجالها المخلصين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة المنطقة وأهلها، وهو الشيخ الطاحي بن علي _يرحمه الله- وفي هذا المقال أستعرض جزء من حياة الفقيد من خلال معرفتي به.

الشيخ الطاحسي بن علي بن الطاحسي آل عبشان الزهراني أحد، عُرفاء وأعيان قرى بني كنانة السراة، له صولات وجولات في المطالبات الاجتماعية التي خدمت أهالي وأبناء القبيلة وما حولها من القرى الأخرى؛ وذلك بجهوده وجهود رجال آخرين من المندق خاصة، ومن قبيلة بني كنانة عامة؛ حتى صارت المندق تسمى بمدينة المندق، وأصبح يطلق عليها محافظة المندق، ويتبعها عدد من القبائل الأخرى.

ولد عام ١٣٥٣هـ بالمندق وعاش وترعرع في كنف والده وعيّن معرفًا للمندق عام ١٣٩٥ بعد وفاة والده الذي كان يشغل معرفًا للمندق، وهو أحد أعيان عرفاء قبيلة بني كنانة، وقد اشتهر بالكرم، فقد كان مضيافًا في زمن الشدة والرخاء؛ وخاصة القاصدين سوق السبت بالمندق، وكذلك أهالي المندق عامة.

وله عدة أعمال اجتماعية خدم بها مجتمعه وقبيلته، ولا زالت باقية إلى يومنا؛ فقد كان مقدامًا لا يكل ولا يمل، ورجل همام صاحب رأي لا يهاب الصعاب، وله عدة جهود داخل محافظة المندق منها:

*مؤسس وعضو في إنشاء جميع الجمعيات والمجالس المحلية بالمندق ومنها:
*الجمعية التعاونية للكهرباء بالمندق، وهي أول جمعية أنشئت بالمندق، وكان رئيسًا لها.
*المشاركة في إنشاء جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمندق.
*عضو جمعية البر الخيرية والخدمات الاجتماعية بالمندق.
*عضو لجنة التنمية بالمندق.
*عضو لجنة تطوير وتنمية القرى بالمندق.
*عضو المجلس المحلي بالمندق.
*عضو لجنة الإصلاح بالمندق.
*عضو لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الباحة.
*عضو لجنة المدن الصحية بالمندق.

ومن الجهود التي قام بها في سبيل التنمية ومسايرة التطور وركب الحضارة للمندق وللمحافظة ومنها:
التبرع بعدة مواقع من أملاكه للصالح العام، ومنها:

١- أرض المدرسة للسعودية الابتدائية بالمندق.
٢-أرض المعهد العلمي بالمندق، وخرج أجيالًا يُشار اليهم بالبنان في شتى المجالات، وكان يفد إليه طلاب العلم من جميع القبائل المجاورة لأنه الوحيد في بلاد زهران.
٣- أرض مكتب الإشراف التربوي بالمندق.
وكان له اليد الطولى في مطالبة وفتح كثير من المشاريع والإدارات الحكومية؛ وذلك عن طريق تحمل مشاق السفر والتنقل بالسيارة والطيران من الباحة إلى العاصمة الرياض، ومقابلة المسؤولين في الوزارات في سبيل المطالبة بالمشاريع الحكومية، وقد تحقق منها الكثير.

وبناء على تلك الجهود الحثيثة التي قدمها وطالب بها حتى تحقق حلمه في سبيل تقدم المندق، ومسايرة التطور والتنمية وركب الحضارة مع بقية المحافظات.
سمي أحد الشوارع باسمه نظيرًا لجهوده المتميزة بالمحافظة، ونال على العديد من شهادات الشكر والتقدير من أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء، وبعض رؤساء الدوائر بالقطاعات الحكومية بالباحة والمندق.

وكما سميت قاعة تعليمية باسمه في مقر ثانوية الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز بالمندق، وكان معروفًا بسخائه وكرمه؛ فقد حظي في منزله العامر بالمندق باستضافة وزيارة أصحاب السمو الملكي الأمراء وبعض المعالي من الوزراء، وهم كل من:ـ
*الأمير بندر بن عبد العزيز آل سعود ١٤٠٥هـ.
*الأمير ممدوح بن عبد العزيز آل سعود١٤١١هـ.
*الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود نائب وزير الداخلية ١٤٢١هـ.
*الأمير محمد بن سعود آل سعود أمير منطقة الباحة.
*الأمير الدكتور فيصل بن محمد آل سعود وكيل إمارة منطقة الباحة.
*الأمير الدكتور حسام بن سعود آل سعود أمير منطقة الباحة.
*والأمير إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم أمير منطقة الباحة عام 1398هـ.

كما حظي بزيارة أصحاب ألمعالي الوزراء وهم:
*وزير الشئون البلدية والقروية الشيخ إبراهيم العنقري 1٣٩٨هـ.
*وزير الشئون الإسلامية الشيخ عبدالله التركي عام ١٤١٨هـ.

توفي يوم الثلاثاء 23/10/1443هـ، وتم الصلاة عليه يوم الأربعاء الموافق 24/10/1443هـ، ودفن في أحد مقابر بلدة المندق، وشهد الصلاة عليه في جامع بن إبراهيم بالمندق جمع غفير بحضور الأعيان والمشايخ من منطقة الباحة زهران وغامد سراة وتهامة عامة، غفر الله له ورحمه وأسكنه جنات النعيم، وثبته الله عند السؤال، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
—————————————————
تم معرفة المعلومات عن طريق عمدة محافظة المندق الأستاذ/ رياض الطاحسي