تسعى المجتمعات للاهتمام بتطوير التعليم للوصول إلى مصاف الأمم المتقدمة، وهو وسيلة المجتمع لتحقيق غاياته المستقبلية؛ لا سيما في ظل المتغيرات الحالية، والمستجدات العالمية، وفي عصر اقتصاد المعرفة؛ لذا أصبح من الضروري التعامل الواعي مع تلك المتغيرات وإعادة النظر في منظومة التعليم ككل، والعمل على تحسين مدخلاته وعملياته ومخرجاته؛ ليواكب المستجدات والتغيرات، ويواجه التحديات بكفاءة عالية.
وقد اشتملت رؤية المملكة 2030 على مستهدفات عديدة؛ لتجعل من التعليم في المملكة العربية السعودية نموذجًا رائدًا يُشار إليه بالبنان، وداعمًا لمسيرة التحول نحو العالمية، ويتضح ذلك من خلال استهداف تطوير المناهج التعليمية، واتباع أفضل طرق التدريس، وطرق تقويم المتعلمين، وتنمية مهاراتهم وصقلها، والتطوير العام للمراحل التعليمية كافةً، وإرشاد الطلاب إلى الوظائف والمهن التي تناسبهم وتتوافق مع قدراتهم.
والسؤال الذي يُطرح دائمًا:
هل تعليمنا اليوم في المملكة العربية السعودية جيد؟
في لقاء خاص مع عراب الرؤية سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، والذي أجراه الإعلامي عبد الله المديفر، وبثته القناة السعودية في يوم الثلاثاء ٢٧ أبريل 2021، بمناسبة مرور خمس سنوات على إطلاق رؤية المملكة ٢٠٣٠، وفي سؤال عن: كيف نحسن مخرجات التعليم؟ أجاب سمو ولي العهد أن وزارة التعليم حرصت خلال ثلاثة عقود مضت على جمع المعلومات وتقديمها من خلال الكتاب المدرسي، أما الآن وقد أصبحت مصادر المعلومات مفتوحة ومتاحة للجميع فقد تغيرت المعادلة؛ فأصبحت المناهج تقدم المعلومات الأساسية من خلال الكتاب المدرسي، وانتقل التركيز على المهارات بشكل أكبر: مهارات البحث عن المعلومات، ومهارات تنمية القدرات، والتخطيط للمستقبل..الخ، والتي ستستغرق عدة سنوات.
كما قال سموه: في التعليم العالي اليوم لدينا تقريبًا خمس جامعات في مؤشرات مختلفة مصنفة من أهم خمسمئة جامعة في العالم، ومستهدف الرؤية أن يكون لدينا ثلاث جامعات من أهم مئتي جامعة في العالم، وكذلك نطمح أن تكون جامعة واحدة بين أفضل عشر جامعات في العالم، ألا وهي جامعة الملك سعود. كما أن هناك تقدمًا كبيرًا في قطاع التقنية، تجعل المواطن يصل للمعلومة بشكل سريع جدًّا، وحققنا فيها إنجازات ضخمة خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
ثم ختم سموه بجملته التي يحق لنا أن نفاخر بها: تعليمنا اليوم ليس سيئًا! تعليمنا هو الذي خرجك وخرجني؛ فقد درسنا في المدارس والجامعات السعودية نحن وأغلبية القياديين في القطاع الحكومي والقطاع الخاص؛ لكننا نطمح للأفضل!
نعم لقد جاءت هذه الرؤية الطموحة لننقل تعليمنا من المستوى الجيد والوصول به للمستوى الأفضل، وتحقيق المنافسة العالمية.
إن المهمة الآن تقع بشكل أكبر على عاتق المربين والمعلمين؛ وذلك بتهيئة الطلاب للعالم والعصر الذي يعيشون فيه، والمستقبل الذي ينتظرهم، مع التركيز على أدوات القرن الواحد والعشرين ومهاراته.
فمن واجب المربين والمعلمين اليوم اختصار المسافات والزمن وصولًا لتقاربٍ حضاري ثقافي بين واقع الطلاب داخل المدرسة وخارجها في ظل الثورة المعلوماتية.
لقد أصبح لزامًا على التعليم أن يلحق بهذا التسارع المعرفي، في عصر الانفجار المعرفي وثورة المعلومات؛ ليسير بخطًى واثقة نحو المستقبل، فيستوعب عملية التغيير ويقودها!
*طالبة دكتوراة/ تخصص إدارة تربوية وتخطيط