المقالات

التباهي في مواقع التواصل

كما يُقال: الناس مخابر لا مظاهر.
ومع ذلك يلجأ بعض هواة الأضواء والمشاهير إلى تزييف الحقائق، والظهور بمظهر لا يمت للواقع بصلة؛ رغبةً منهم في جذب المشاهدين، وزيادة عدد المتابعين أو لأسباب أخرى يهدفون من ورائها إلى تحقيق مصالح مادية ومعنوية.
ولا شك أن التغرير بالآخرين من الأمور المنهي عنها شرعًا وعرفًا لما يترتب عليه من النتائج الضارة بالفرد والمجتمع.
كما أن التباهي بالمأكل والملبس والمسكن يوغر صدور الآخرين، ويؤثر في نفوسهم خاصة ذوي الدخل المحدود، وربما يؤدي إلى إصابة المتباهي بالعين والحسد والأمراض والكوارث، أجارنا الله وإياكم منها.
وكما ذكرنا ستـتكشف الأمور، وتتجلى الحقائق، ويقف المتباهي موقفًا لا يُحسد عليه أمام معارفه ومتابعيه، وحينها يندم على تصرفه في وقتٍ قد لا ينفع فيه الندم.
ومغالطة الحقائق قد يكون بالحضور في المناسبات أو بالصوت أو الصورة أو الكتابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء حقيقية أو وهمية يتعمَّد فيها المتباهي إيهام الطرف الآخر بثرائه أو سعادته أو كرمه أو شجاعته أو غيرها من الصفات المحببة التي قد لا تتوفر فيه أصلًا للتغرير به و النيل منه.

لذلك أنصح نفسي وغيري بالبساطة والتواضع وحسن الخلق والصدق مع الذات، وتطابق المظهر مع المخبر، والابتعاد عن المظاهر الخادعة والمواقف المصطنعة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وتَذَكّر أنه في النهاية لن يصح إلا الصحيح ولن يبقى إلا الأثر الطيب.
خاتمة:
(ومهما يكن عند امرءٍ من خليقةٍ # وإن خالها تُخفى على الناس تُعلَمِ).

———————————–
كاتب رأي ومستشار أمني

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button