اطلعت على المقطع الدِعائي المنشور في مواقع التواصل الاجتماعي عن المُخيمات المُطورة في “مشعر منى”، ومع الشُكر الجزيل لصاحب المقطع على التوضيح وللعاملين في شركة “كِدانة” على جهودهم الحثيثة، وهم يُسابقون الزمن هذه الأيام لتطوير بعض مُفردات المشاعر المقدسة، فقط أتمنى أن تسمح لي صدورهم ببعض الاستفسارات؛ كوني أحد المُختصين في المجال وحريص مثلهم على إنجاح التطوير، وعلى نجاح موسم الحج القادم بِكل اقتدار بإذن الله تعالى:
١- هل مِن المُمكن أن تُدير شركة كِدانة مؤتمرًا صحفيًا تحضره وسائل الإعلام الرسمية ومُمثلي الجهات المستفيدة لعرض منجزاتها واستعداداتها قبل الموسم، بدلًا عن استقطاب حسابات التواصل الاجتماعي التي لن تُغطي المنجزات كاملة ولا الاستفسارات المتعلقة بها؟
٢- من الملاحظ ضعف ارتباط التطوير الحالي للمخيمات بِمُخرجات “المخطط الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة” المُعتمد من مقام مجلس الوزراء، مما يعني أحد أمرين: إمَّا أنه تم صرف النظر عن التطوير الشامل للمشاعر المقدسة وهو خيار أظنه مُستبعد، أو أن تطوير المخيمات الحالي هو تطوير مؤقت ستتم إزالته عند البدء في مرحلة التطوير الشامل رغم تكاليفه العالية؟
٣- يبدو أن المُستهدف من التطوير الحالي للمخيمات رفع المساحة المخصصة للحاج في حدود ٢.٥ متر مربع/الحاج وهو هدف جيد، يرفع مستوى الجودة ورضا المستفيد مُقارنةً بما سبق، لكن المتوقع بعد تطبيق هذا المعدل لكامل المخيمات انخفاض الطاقة الاستيعابية لمشعر منى بنسبة ٢٥%، لتصبح حوالي مليون حاج في الموسم لعدة سنوات، فهل هذا العدد مقبول مُقارنةً بالمستهدف في رؤية 2030 ؟
٤- من غير الواضح المُعدل المُستهدف لدورات المياه المطورة في كل مُخيَّم، وأتمنى أن لا يكون يُساوي أو أقل من المعدل السابق والبالغ حوالي دورة مياه واحدة لكل (30) حاجًا؟
٥- من الجيد تطوير مطابخ المخيمات لثلاثة أدوار، والسؤال هل تم وضع معايير تصميمها وتنفيذها لنظام الوجبات مُسبقة التجهيز التي لم تُلاقِ القبول الأعوام الماضية، أم تم تصميمها بمراعاة المعايير الخاصة بإعداد الوجبات الطازجة؟
٦- التعديل على البُنية التحتية لشبكة الكهرباء ولتمديدات تغذية المياه وصرفها يحتاج لاختبارات مُسبقة قبل بدء الموسم لتلافي تعطيلها وقت الذروة لا قدر الله تعالى، فهل تم التنسيق مع شركات الخدمات لإجراء تجربة افتراضية مُبكرة لكامل الطاقة التشغيلية ومعرفة نقاط الضعف لمعالجتها ؟
ورغم هذه الاستفسارات الستة، فلا شك عندي بأن الدولة بقيادتها الشابة والمُخلصة حفظها الله تعالى وفَّرت كل غالٍ وضروري لإنجاح موسم الحج القادم، وكُلَّ الذي نتمناه أن تكون شركة كِدانة والجهات التنفيذية العاملة عمِلت وتعمل على استدراك هذه النقاط وغيرها لنستمتع، ونحتفل جميعًا بالنجاح والتوفيق القياسي لموسم الحج القادم بإذن الله تعالى.
حقيقة.. يظل عمل الحج يحتاج مزيد من الخبرات في مجالاته المتعددة، لنرتقي بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، نعم للتقنية المستخدمة، ولكن الأجمل تكاملها مع الخبرات المتراكمة في شؤون الحج والعمرة..
فعلاً حبيبنا الغالي أستاذ عبدالرزاق ، وأخشى أن التفريط في أهل الخبرة والاختصاص في مجالات #الحج والتخطيط قد يكون مردوده غير مناسب لا قدر الله تعالى .
🌷🕋🌷