كانت النساء في العصر الأموي يتمتعن بمكانة سامية خاصة الشريفين منهن، واللاتي ينحدر نسلهن من العرق الصافي للأمويين؛ ولذلك نرى أن المرأة في ذلك العصر كانت لها الحق في قبول الزواج من شخص ما أو رفضه كما تشاء، فقد روى عن الحميد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف أنه طلب لأحد قضاة البصرة ابنته؛ فقال له: إنها امرأة لا تحتاج أمرها؛ فاخطبها لنفسها، وهذا ما ذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد.
لقد اتبع المسلمون في العصر الأموي كتاب الله وسُنة رسوله من زواجهم فما غالوا في تقدير المهور، ولا طلبوا من الزوج شروطًا قاسية ما دام الزوج صحيح البدن عفيفًا نزيهًا، وبالرغم من ذلك لا نستطيع أن نتجاهل بعض النماذج التى تدل على المغالاة فى المهور فى ذلك العصر.
ومن أبرز نساء بني أمية الممهورين هي سكينة بنت الحسين، والتي تزوجت من مصعب بن الزبير، وإلى أمرها بألف ألف درهم.
وكذلك تزوجت عائشة بن طلحة وقد أمرها عمر بن عبد الله بن معمر ألف ألف درهم.
وكان هناك من يبالغ في طلب المهر، ويشط فيه كثيرًا كما روى الأصفهاني أن عمر بن أبي ربيعة دفع مهر لأحدهم، وكان هذا الأخير يحب ابنه عمه، ولكن أباها أبى أن يزوجها بغير مهر كبير، ولم يكن له طاقة بذلك،
وعلي النقيض فلم تشتمل هذه الحرية في اختيار الزواج جميع نساء بني أمية فهناك من الفتيات قد خضعن لرغبات آبائهن كرها كما حدث لهند بنت عبد الله بن جعفر حين زوجها أبيها للحجاج، وكانت رافضة لتلك الزيجة؛ حيث إنها لم ترَ أنه شيء من سناء نسبها، وقد أمهرها ألف ألف درهم حمل إليها بالإضافة إلى الكثير من الهدايا، وقد بكت يوم زفت إليه ولم تبكَ حين توفى والدها.
وكانت نساء العامة مهرهن إبلًا فنرى الشاعر الفرزدق، والذي تزوج حدراء بنت زريق بن بطام على مائة إبل.
وكذلك روى الأصفهاني في كتاب الأغاني أن العصمة القشيري طلب ابنه عمه، وكان يحبها حبًا جمًا؛ فغالى عمه في مهرها، وطلب كذا وكذا من الإبل ولم يتزوجها وتزوجت من غيره.
وأنا الفتاة الفقيرة ذات الأصل المتواضع تمهر بأقل القليل؛ فكلما وضع أصل الفتاة بخس مهرها فإذا زفت إلى معدم يكون مهرها معنى
فقال الشاعر جرير:
ترى قزم المعنى مهور نسائهم
وفي قزم المعنى لهن مهور
ونستخلص مما سبق أن مهور بنى أميه كانت متفاوتة طبقًا لبعض المعايير والمقاييس فى المجتمع الأموى.
0