من المعارض الجديرة بالاطلاع والمشاهدة معرض عمارة الحرمين الشريفين وهو معرض ذو تراث إسلامي عريق، ويعد أحد أهم المعالم في مكة المكرمة. ومن الجميل في تصميمه الخارجي مراعاة النسق الإسلامي الرفيع المتناغم مع عمارة المسجد الحرام. ويشهد هذا المعرض إقبالاً كبيراً من قبل ضيوف الحرمين الشريفين وعلى مدار السنة وتؤخذ عادة الصور التذكارية للمشاهد التاريخية للحرمين عبر العصور المتتابعة، إضافة إلى توثيق المراحل التطويرية خلال العهد السعودي الزاهر الذي شهد ويشهد بفضل الله المزيد من التوسعات المباركة. وقد كانت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومازالت تقدم الخدمات تلو الخدمات لدعم هذا المعرض المتميز؛ لجعله منبر تاريخي ثقافي يخدم المجتمع الإسلامي بصفة عامة عبر إنشاء سبع قاعات تشتمل على مجسمين للحرمين الشريفين وعدد من المقتنيات المتنوعة من مخطوطات وعمود للكعبة المشرفة يعود تاريخه لعام ٦٥هـ وميزاب وسلم خشبي ونسخة مصورة من المصحف الذي كتب في عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأجزاء حقيقية من فوهة بئر زمزم وبعض التحف التاريخية ونقوش كتابية وقطع أثرية ومجسمات معمارية وصور فوتوغرافية نادرة.
والملفت للنظر أن مجهودات وكالة شؤون المعارض والمتاحف الطموحة لم تتوقف على هذا المعرض الثابت والواقع في حي أم الجود والذي يقع على مساحة إجمالية تبلغ مايقارب ١٢٠٠ متر مربع بل عمدت إلى عمل العديد من المعارض المتنقلة وفي هذا الشأن تحديداً يقول وكيل الرئيس لشؤون المعارض والمتاحف م. ماهر بن منسي الزهراني: ” الحمد لله الذي جعل الحرمين الشريفين نبراسا للعالمين ومهوى قلوب المسلمين ووفقنا لخدمة ضيوف الرحمن ونشر رسالة الحرمين عبر المعارض والمحافل الوطنية والدولية تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، ونظراً إلي النجاحات التي حققتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في وكالة الرئاسة لشؤون المعارض والمتاحف في المعارض المتنقلة وانطلاقاً من توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في تطوير الأعمال والاستفادة من التقنية الحديثة في نشر رسالة الوسطية والاعتدال، فإننا نضع بين أيديكم ملف مشروع المعارض المتنقلة وفق أعلى المعايير التقنية العالمية مع الحفاظ على روح الحرمين الشريفين وهويتها وصلى الله على سيدنا محمد”.
إن من الجميل في هذه المعارض المتنقلة والخاصة بعمارة الحرمين الشريفين هو إظهار جهود الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في خدمة الزائر والحاج والمعتمر داخل الحرمين الشريفين، وأيضاً القيام بعرض المقتنيات والمجسمات والصور والقطع والآثار التاريخية الموجودة. ومن هذا المنطلق الهام جاءت فكرة المعارض المتنقلة لإبراز تلك الجهود والخدمات المبذولة داخلياً وخارجياً. وما احتوت عليه من (13) ركناً كل ركن منه له رسالة خاصة ومعبرة يستحق التوقف عنده والأركان الموجودة هي: ركن الكعبة المشرفة، وركن الأطياب والبخور، وركن الخط العربي، والركن الرقمي، وركن ماء زمزم المبارك، وركن الروبوتات، وركن التوسعات السعودية، وركن القرآن الكريم، وركن الطفل، وركن استديو التصوير، وركن مقتنيات الحرمين، وركن تمكين المرأة، وأخيرا ركن الإهداءات. كل التوفيق والسداد نرجوه للقائمين على معرض عمارة الحرمين الشريفين والمعارض المتنقلة والتي حظيت حقيقة بالإعجاب من المسؤولين والزوار، كما نرجو المزيد من الإبداع والابتكار وتحقيق الطموحات المأمولة.