المقالات

قرار الوزير “آل الشيخ” تعيين رئيسةً للإعلام شجاع وحكيم

خلق الله الإنسان واستخلفه في الأرض، وعمارة الأرض ليست مقصورة على الرجال دون النساء؛ لأن النساء شقائق الرجال.
والإسلام في رسالته لخدمة الإنسانية نجد فيها من التوجيهات الحكيمة في الدعوة إلى البحث عن العلم والمعرفة، ففي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة).
فمن هنا فهم الجيل الأول من الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- والتابعين من بعدهم دور العلم في بناء المجتمع وخدمته، فكانت من بينهم النساء في ميدان العلم، ففي رواية الحديث النبوي الشريف برزت مرويات الصحابيات الجليلات، ومن أشرفها مرويات أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وغيرها من النساء في نشر العلم والمعرفة.
وعندما نتأمَّل موقف الإسلام المشرف في إحياء ونشر رسالة العلم للناس كافة عبر التاريخ استطاع الحكماء الذين يشعرون بعظمة المسؤولية إعطاء المرأة حقها في المشاركة الفعالة لإدارة شؤون المجتمع من خلال الكفاءة المهنية والثقافية والاجتماعية.
ولما كانت المملكة العربية السعودية هي من أسسها الملك عبد العزيز- رحمه الله – على دعائم التوحيد، واحترام الإنسانية، كانت رسالة التعليم فيها لها مكانتها المرموقة، ونالت شرفًا كبيرًا في تطويرها للبنين والبنات.
وبهذا الجانب اختارت السعودية في التشكيل الحكومي (الرئاسة العامة لتعليم البنات)؛ لتكون هي الجهة المسؤولة عن إعداد الناشئة وتهيئتها تهيئة سليمة من مستواها التعليمي، فتم النجاح في ذلك بإخراج ذات الكفاءات العلمية بأنواعها.
ومما يؤكد لنا نجاح المرأة السعودية في حياتها التعليمية، أسندت القيادة السعودية عددًا من المناصب القيادية العليا إلى النساء، وهي كثيرة، وليس لنا المجال لذكرها، بل نذكر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- تعيين السفيرة ريما بنت الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرةً للمملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية لتكون صفحة مشرقة بين الرياض وواشنطن، وكذلك في تحقيق طموحات رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ٢٠٣٠م، والتي من بينها إدراج المراة السعردية في إدارة شؤون الوطن، وخدمتها حسب الكفاءات المهنية والثقافية.
واليوم موقف معالي وزير الشؤون الإسلامية الدكتور الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله- في توجيه تعيين سيدة متخصصة في الإعلام لتكون رئيسة قسم الإعلام بفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في منطقة مكة المكرمة يعطي اهتمامًا كبيرًا من – معاليه – في متابعته المستمرة للأعمال الفنية والإدارية والثقافية وإسنادها إلى ذوي الكفاءات المهنية سواء كانوا من الرجال أو النساء وهذا نهج نبوي كريم فقد أعطى الرأية لأسامة بن زيد وفي صفوف المسلمين الخلفاء الراشدين.

وهذه القضية أثارت جدلًا طفوليًا من المتطفلين، وهم تارة يثيروها باسم الدفاع عن الإسلام، وهم بعيدون عن مفهوم الإسلام الذي الذي كرَّم الجنس البشري دون التفريق، وهداه إلى طلب العلم والمعرفة.
وتارة يثيرونها من الناحية الإدارية، وهم لا يعرفون أن القرار جاء بعد نظرة الوزير إلى الكفاءة مباشرة على عين المكان دون واسطة، ليؤكد لنا القرار أن الشعور بالمسؤولية إسناد الأمور إلى أصحابها، وهذا ما أثبته الوزير.
ولكن الأغلبية ممن ضخموا القضية، ووسعوا جدلها العقيم، المتطرفون الإرهابيون الذين يريدون جعل المرأة تجارة يتاجرون بها باسم الدين، وعلى أن حياتها لا دور لها في المجتمع، إنما خُلقت لخدمة زوحها.
ولا يمكن للملكة العربية السعودية التي هي من اعطت للمراة مكانتها ان يكون وزيرها للشؤون الاسلامية حاجزا يمنع النساء في خدمة المجتمع، وفق رؤية واضحة على ضوء شريعتنا الإسلامية الغراء.
إن رؤية سمو ولي العهد ٢٠٣٠م رؤية للجميع بدأت تتحقق في جميع المجالات، ولا سيما في الشؤون الإسلامية السعودية بجهود معالي الوزير “آل الشيخ” في تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى