في كل عام، في موسم الحج، عندما أتابع وسائل الإعلام المرئي، أثناء البث المباشر من المشاعر المقدسة (عرفة ومزدلفة ومنى) الذي ينقل للمشاهدين في جميع أصقاع العالم، الحجيج وهم يؤدون مناسك الحج آمنين مطمئنين وبكل يسر وسهولة، أشعر بما يثلج الصدر مما رأت عيناي من الجهود المبذولة من حكومة المملكة العربية السعودية، أما السلبية التي يضيق منها الصدر هو التلوث البصري في الطرقات الناتج عن مخلفات بعض الحجاج.
ووفقاً للتقارير الإخبارية، التي أوضحت بأن وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أمانة العاصمة المقدسة، يوفرون أكثر من ثلاثة عشرة ألف عامل نظافة يعملون على مدار الساعة في المشاعر المقدسة بمكة المكرمة طوال موسم الحج، وتساندهم أكثر من ألف ومئة معدة وآلية نظافة، وأن إدارة النظافة في المشاعر المقدسة تواجه تحديات كثرة النفايات بوضع خطط يعززها نظام رقابة مركزية مزود بكاميرات مراقبة تشمل كافة أماكن تواجد الحجاج ويتابع آداء فرق النظافة للحفاظ على البيئة، ووصولاً إلى بيئة صحية وآمنة، كما توفر الأمانة (٦٥٠٠٠ ألف) حاوية نفايات ذات أحجام مختلفة، ويقوم قسم النظافة بشكل فوري بتعقيم المشاعر قبل الحج وبعده.
رغم كل تلك التجهيزات والاستعدادات الحكومية والمجهودات المضنية في منطقة المشاعر المقدسة إلا أن البعض من ضيوف الرحمن يلقون بالنفايات على أطهر بقاع الأرض، وكما يقول المثل “يد واحدة لا تصفق” فلن يستطيع عمال النظافة وحدهم مهما بلغ عددهم من جعل الشوارع نظيفة على مدار الساعة بسبب كثافة وازدحام عدد الحجاج، واتساع المساحة الجغرافية.
لذلك لن يتم التخفيف من التلوث البصري، والحفاظ على البيئة، والوصول إلى بيئة صحية وآمنة إلا بتعاون ضيوف الرحمن مع عمال النظافة، من خلال المساهمة الذاتية في نظافة المشاعر المقدسة بعدم إلقاء النفايات في الطرقات ووضعها في صناديق القمامة، أو في “كيس النفايات الشخصي” لتفريغه فيما بعد في أقرب حاوية نفايات، وأنت عزيزي ضيف الرحمن بمساهمتك تلك سوف تميط الأذى عن أطهر بقاع الأرض وهي المشاعر والأماكن المقدسة، ويكفينا شرفاً أن نبينا عليه الصلاة والسلام قد وطأ بقدميه الشريفتين على هذه البقعة المشرفة والمباركة، فهل تحافظ أنت أخي ضيف الرحمن على نظافتها، وقد أخبرنا النبي ﷺ: أن من شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق، وأخبر ﷺ أنه رأى في أجور أمته لما عرضت عليه أجور أمته: القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وقال ﷺ: “إن الله جميل يحب الجمال” وتذكر أخي ضيف الرحمن أن الله ينزل إلى السماء الدنيا في يوم عرفة ليباهي بك أهل السماء، فهل تحافظ على نظافة خير وأحب وأطيب البقاع إلى الله، لا لشيء فقط ليراها الله نظيفة.
حفظ الله حجاج بيت الله الحرام في حلهم وترحالهم ، و أعادهم إلى بلادهم سالمين غانمين .
