إن من أسس الوقاية من انحراف الأبناء والبنات والزوجات أو الأزواج، أن نسعى إلى إشباع احتياجاتهم من الحب والحنان والتقدير، أن نشيع ثقافة الحب داخل الأسرة، وألا نخجل من التودد لبعضنا البعض، فعلينا أن نتوقف عن كوننا مصدر ألم لأحد، يجب ألا نكون في صراع مع أحد في محيطنا حتى في حياة أزواجنا وأبنائنا. فالصراع مصدر ألم، وعلينا أن نجاهد أنفسنا في أن نتمالك انفعالاتنا عند الغضب، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- «أن رجلًا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أوصني، قال: لا تغضب فردد مرارًا، قال: لا تغضب»، وعن أبي الدرداء «أن رجلًا جاء إلى رسول الله، فقال له: دلني على عمل يدخلني الجنة، قال رسول الله: «لا تغضب ولك الجنة». يبين هذا التوجيه العظيم النفسي الوجداني من الرسول -صل الله عليه وسلم-، أهم مفهوم لكلمة لا تغضب وهو أن النبي أعلم البشر بالبشر، فقد أوتي مفاتيح العلم بهم، فعندما قال لا تغضب هذا يعني أن بإمكان الانسان ألا يغضب، وإلا لما طلب النبي -صلى الله عليه وسلم- منا شيئًا لا نستطيعه ولا نتحمله، ولمَا قال الله تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) دل على أن الغضب باختيارنا، ونحن قادرين على عدم فعله لأنه سلوك متعلم ومكتسب، فإذا رأينا ما يستفزنا فأمامنا عشر ثواني لنضبط انفعالاتنا وغضبنا، ونفكر قبل أن يصدر منا سلوك أو قول غير مقبول، إما بحركة، أو بقول، أو بتسبيح، أو استغفار، أو بشرب ماء، أو بغيره. كما يجب أن نمتنع عن العادات المدمرة، الحب لا يلتقي في شخص مليء بالعادات المدمرة، الحب لا يلتقي مع النقد واللوم والاحتقار والغيرة المرضية، وشهوة النفس الأمارة بالسوء والكبرياء والعنصرية، وغيرها من الأمور التي هي مناقضة للنفس المطمئنة. لذلك علينا أن نلجم ألسنتنا، نقل خيرًا أو نصمت. وعلينا أن نقر بأخطائنا إذا بدرت منا ونعتذر لأي شخص أسأنا إليه، سواء زوج، أو زوجة، أو أبناء، أو لأي كان لأن هذا من منطلقات الحب. ونتوقف عن تبرير أخطائنا والدفاع عن أنفسنا وتقصيرنا، أنا مقصر أعترف بتقصيري فقط بدون تبريرات. يجب ألا نحرص على أن نكون على حق، حرصنا على حب الآخر هو المهم، ليس مهم إثبات من المخطئ، حب الآخر يجب أن يكون أهم من إثبات التهمة والخطأ. (أنصت يحبك الآخرون) علاقة الاستماع بالحب علاقة قوية، لذلك لابد من البدء بالاستماع لكل فرد من الأسرة، نستمع لأبنائنا، لأزواجنا، أعطِ ابنك 3 دقائق كل يوم ليقول ما عنده، ويفضفض بدون مقاطعة أو وعظ وتنظير أو انفعال لأن هذا جزء من الحب والاهتمام ولا حب بدون إنصات. مهم أن نعرف ما يضايق الآخر ونضعه في عين الاعتبار، فالحب أن نعرف ما يشعر به الآخر، ونشاركه حزنه أو فرحه أو ألمه وخوفه. والحب أن نطمئن الآخر، ونشجعه ونرفع معنوياته. أخيرًا، كن لطيفًا مع نفسك أولًا ثم مع أفراد أسرتك، بالمدح أو الاحتضان أو الابتسامة.
1
سلمت أناملك .. اللهم جملنا بالأخلاق العظيمة واغمرنا بحبك وحبب فينا خلقك واجعلنا أهلاً لذلك ♥️