بفضل الله ثم بمجهودات القيادة الرشيدة-وفقها الله – انتهت مراسم شهر الحج المبارك لهذا العام 1443هـ على خير ومن خير والى خير إن شاء الله تعالى في كل حج قادم. وتكللت ولله الحمد والمنة الجهود المبذولة بالتوفيق والسداد والنجاح وعلى مستوى جميع الجهات الحكومية الأمنية ووزارة الصحة ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ووزارة الإعلام والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وغيرها من الجهات المعنية ذات العلاقة. وتنوعت المشاهد الحية في مختلف المواقع الميدانية فهناك في الطرقات الرحيبة أمن وأمان واطمئنان وسط خط سير منظم في الميادين والشوارع الرئيسة، وهناك في المستشفيات العامة إمكانيات كبيرة عبر طاقم على استعداد متميز من الإداريين والأطباء والفنيين؛ لخدمة الحجاج الكرام إضافة الى أسطول متكامل من سيارات الإسعاف بكامل جاهزيتها، وهناك أجواء روحانية في المسجد الحرام وأيضاً في المسجد النبوي الشريف؛ لتأدية المناسك الشرعية في يسر وسهولة، وهناك المؤسسات المدنية الأهلية والتي لها باع طويل في خدمة الحجاج من أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهناك أرقام وبيانات وإحصائيات واضحة لاتعرف الزيف ولا التغيير؛ للاطلاع على مؤشرات الأداء لجميع الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، وهناك فئة تذكر فتشكر ولن تغيب عن الذاكرة ابداً وهي فئة المتطوعين في مختلف المجالات الخدمية وبمختلف الأعمار وعلى مستوى الجنسين ذكوراً وإناثاً وعلى سبيل المثال كلنا شاهدنا الطبيبة المتطوعة والتي تجاوزت الستين عاماً وغيرها ممن يبتغي الأجر والثواب من الله.
وفي المقابل هناك من يأمل في عدم نجاح هذا الحج ونسي تفوق قدراتنا وعزائمنا بل طموحاتنا؛ لتقديم خدمات جديدة ومبتكرة وجديرة بالاطلاع والتجربة ونسوا أن أهل السعودية أدرى بما يقدمونه من مسؤوليات ومهام بل لديهم من الخبرات التي تفوق تصوراتهم وتتجاوز تفكيرهم وهي خبرات تؤهلهم؛ للقيام بأضعاف مايقومون به الآن بفضل الله. وعلى أي حال هي أماني واهية وأكاذيب وصلت لحد الفجور اعتدنا عليها في كل عام ولا جديد في رداءة نفوسهم ولا غرابة في حجم ضلالاتهم، وهناك من يشتمون ويقذفون باستمرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونسوا أن الإسلام دين وحدة واتحاد لا دين شتات وتباعد وأن هذه مناسبة دينية عظيمة لا تقبل بتاتاً الاختلاف والفرقة ولا تقبل الشقاق والنزاع وأيضاً اعتدنا على ذلك ولكن لدينا من الحكمة والصبر والعزم الشيء الكثير.
وباختصار نحن شجرة العطاء التي تُرمى في كل وقت وحين؛ لتُعطي المزيد من المعروف والسخاء والجود، وهناك في الوقت نفسه من الشرفاء والأنقياء من يقول كلمة الحق فيما شاهده مباشرةً أو نُقل من خلال وسائل الإعلام المختلفة، أو مما سمعه وبكل عفوية ممن أدى فريضة الحج بلا مبالغة ولا حتى مجاملة. وفي كل الأحوال نحن نمضي في هذا العام وفي كل عام بكل قوة وهمة وعزم ولن تُثنينا أحاديث المرجفين، ولن تحد من تطلعاتنا أقاويل الحاقدين، ولا تعيق طموحاتنا نظرات المتربصين وسوف يكون ردنا الدائم بالعمل الجاد والعمل المتميز والجهد المضاعف الذي يصل عنان السماء وهذا بعون الله ثم بسواعد الرجال الأوفياء من جميع أبناء هذا الوطن الغالي ونقول في هذا الحج وفي كل حج طبتم ودمتم قيادة وشعباً.