عام

عُمان والسعودية.. تاريخ من الإخاء والضياء

عندما تتكلم عن العظماء وعن أراضيهم دائمًا ما نحتار، كيف تكون البداية؟
في الخليج العربي مناهج وملامح من الأخوة بين الأشقاء، وإذا تحدثنا عن العلاقات العميقة والأزلية والمتعمقة والمتجذرة في عُمق التاريخ بين السعودية وسلطنة عُمان؛ فنحن نوصف مجدًا عظيمًا بناه سلاطين الدولتين على مر عقود، ولا يزال وسيبقى -بإذن الله-.
هناك من أبهرتني أرضهم وكيف، ولِما لا أنبهر بأرضهم وترابها الثمين لا يُقدر بثمن، إنها المملكة العربية السعودية التي أخرجت رجالًا يقتدى بهم، ولها تاريخ عظيم لا أستطيع أن أوصفه في مقال بسيط نعم أنها أطهر البقاع، وفيها أبهى وأجمل سجلات الأمجاد، ولد فيها خير البرية، وهي أم الدول رغم كيد الكائدين، ورغم أنف المعتدين.
وعندما أتحدث عن وطني عُمان؛ فهي عظيمة عرف شعبها بالطيبة والنبل، والذي امتدحهم رسول الله ﷺ بقوله: (لو أتيت أهل عُمان لا سبوك ولا ضربوك) نعم أنها سلطنة عُمان الطبية التي أخرجت رجالًا أشداء حكماء مسالمين، وانطلقت من شواطئها السفن تحمل شعار “لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله” متجهة إلى أفريقيا والهند والدول المجاورة.
دولتان عظيمتان أسستا علاقات وطيدة يشهد عليها التاريخ في الماضي والحاضر، إنها علاقة الأخوة التي جمعت الشعبين والدولتين منذ الأزل، وسطرها التاريخ والتي جددها السلطان الراحل قابوس بن سعيد آل سعيد وبناها مع الملك فيصل عبد العزيز آل سعود – رحمة الله عليهم- جميعًا، وذلك عندما تولى الحاكم السلطان الراحل قابوس، أرسل له الملك فيصل رسالة يدعوه إلى زيارة المملكة العربية السعودية؛ لبحث وتوطيد العلاقة الأخوية المشتركة في جميع المجالات، وكان ذلك في ديسمبر عام ١٩٧١ ميلادي التي دامت لخمسين عامًا من الروابط الأخوة، والتعاون بين الحكومتين والشعبين.
وهكذا تستمر العلاقة بينهم حتى يومنا هذا الذي شهد وسجل تاريخ زيارة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد بدعوة كريمة يفوح منها عبق الأخوة وتعاون من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بحضور الرجل الشاب الشجاع صاحب الفكر الواسع الذي نرى في عينيه مستقبل الخليج ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود…ولا يسعني ذكر الاتفاقيات التجارية والتعاونية التي وقعت بين البلدين؛ ليعيش الشعبان عصرًا جديدًا ممتلئًا بالازدهار والنمو والتطور للوطن والمواطن. هكذا يُعيد التاريخ أمجاده عبر القيادتين، وهم خير خلف لخير سلف، وكما أسلفت سابقًا من أراد أن يكتب عن العظماء وأوطانهم يحتاج له سنوات ليعد لهم ما يوفي حقهم؛ سائلين العلي القدير أن يوفق الحكومتين وأن يرد عنهم الكائدين ولله الأمر من قبل ومن بعد حفظهم الرحمن، وتبقى علاقات السعودية وعُمان سجلات مشرقة وإضاءات مشرفة من الإخاء والضياء على مر العصور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى