وأنا أقرأ في كتاب تاريخ الحجاز لشارل ديديه أدهشني وصف الشيخة غالية البقمية إحدى أبطال الدولة السعودية الأولى عند الرحالة والروائي الفرنسي شارل ديديه، وقد وصفها بـ”جان دارك الصحراء”.
فمن هي جان دارك أولًا لنصل إلى وجه المقارنة؟
جان دارك بالفرنسية: (Jeanne d’Arc) المُلقبة بعذراء أورليان ولدت لعائلة من الفلاحين في الوسط الشرقي من فرنسا عام 1412، وتُعدّ بطلة قومية فرنسية وقديسة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ادّعت جان دارك الإلهام الإلهي، وقادت الجيش الفرنسي إلى عدة انتصارات مهمّة خلال حرب المئة عام، ممهدةً.
ولذلك قال: لقد كانت غالية البقمية جان دارك الصحراء، وكانت هي الشيخ الحقيقي للقبيلة، وكان الأتراك بالطبع ينظرون إليها على أنها ساحرة، وأن سحرها يجعل أنصارها لا يهزمون وأذلّت القوات العثمانية بهزيمتين لم تكونا أقل عنفًا من الهزيمة الأولى في زهران والقنفذة، وهي إحدى مدن الحجاز الخمس. أمّا محمد علي فكان لا يستطيع الخروج من وراء أسوار مكة المكرمة، وقد كانت الاتصالات مع جدة غالبًا مقطوعة، وأصبح جيشه في أسوأ حال: إذ كانت الجمال تنقصهم للنقل، وقد هلك من ذلك الجيش ثلاثون ألفًا في تلك الحرب.
وقال بوركهارت: “القنفذة هي ميناء يبعد عن جدة سبعة أيام جنوبًا. وكانت في السابق جزءًا من أراضي الشريف غالب، ولكنها أصبحت خلال السنوات الخمس الأخيرة في يد طامي (بن شعيب)، شيخ عرب عسير أقوى القبائل الجبلية جنوب مكة وأشد المتحمسين من الوهابيين”. أما هزيمة الأتراك في زهران التي كان على رأس قبائلها بخروش بن علاس الزهراني فقد تحدث عنها بوركهارت في مواد، موثق سابقًا، ص ١٦٢ ـ ١٦٣.
__
المرجع:
اسم الکتاب: رحلة إلى الحجاز
المؤلف: شارل ديدييه
الجزء: 1 – صفحة: ٢٥٥