لن تتوقف مشاهد الاستعراض والسباق في ساحة الشهرة بين فئة من “مشاهير” وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لا يكاد يمر الأسبوع دون أن يكون أحدهم أو بعضهم حديث المجتمع اتفاقًا أو اختلافًا مع إطلالاتهم أو سقطاتهم، ولهثهم نحو الشهرة المصنوعة أو المواقف المدفوعة الممزوجة بالسخافة، وربما الابتذال.
فئة اشتغلوا بالإعلان وشغلوا الإعلام، وتجاوزت فلاشاتهم حدود الزمان والمكان؛ كأنهم في تنافس موعود لإثارة الجدل. لا يختلف الأمر كثيرًا لدى تلك الفئة ما بين مشهور ومشهورة في التصرفات الخارجة عن الذوق العام والتباهي بها عبر نشر مقاطع العامل المشترك فيها صناعة التفاهة بل تجاوز الأمر إلى انفلات أخلاقي من بعضهم “سنابيّون وتيك توكيّون”. وفي المقابل هناك من أراد امتطاء الشهرة متلبسًا بمظهر الاتزان أو متحدثًا بلسان التقي تجدهم يمارسون الوصاية على المجتمع من خلال إثارة قضايا المرأة أو مواضيع وعادات اجتماعية خاصة يتباين الرأي فيها وفقًا لاتساع رقعة مملكتنا الغالية وتنوع العادات والتقاليد، ولا علاقة لها بالمواطنة ولا الدين، ويبدو أن القاعدة الأساسية لدى أولئك المشاهير أن قطار الشهرة لا يفوت، ومن العجائب أن يلحق بالركب من يُعد عالمًا ومتخصصًا في مجاله أراد العودة لدائرة الضوء.
وكلما زاد الحديث عن المشاهير تذكرت نصيحة الطفلة المشهورة وإجابتها للنجم الرياضي “تبي تشتهر ارقص”، وفي رأيي أنها ليست مجرد إجابة تلقائية قالتها طفلة موهوبة لسؤالٍ في برنامج يهتم بمواهب الأطفال، بل توصيف مختصر لممارسات المفلسين في لهثهم نحو الشهرة، ألهاهم الرقص وانكشف عنصر النقص، عزفوا على هموم البسطاء ورقصوا على مشاعر الوالدين، وتفاصيل حياتهم الخاصة وما لا يتسع المجال لذكره. مع كل تلك الاستعراضات واللغط المصنوع لم تتوانَ النيابة العامة وهيئة الإعلام المرئي والمسموع والجهات ذات الاختصاص في رصد إساءات ومخالفات تلك الفئة من المشاهير وتطبيق الأنظمة بحقهم، فمن أساء إساءته مردودة عليه، وأخطاؤهم تشوههم وتجرمهم وحدهم، ويبقى الإنصاف لكل من يقدم محتوى جيدًا ومفيدًا.
0