في تطور لافت وخطير تأخذ الحرب الروسية -الأوكرانية مسارًا آخر غير المسار العسكري؛ حيث وجهت أوكرانيا ضربة قاسية لروسيا عن طريق جهازها الأمني المخابراتي.
“نتاليا” امرأة أوكرانية تابعة لجهاز المخابرات الأوكراني اخترقت المنظومة الأمنية الروسية، ودخلت إلى العُمق الروسي، واستأجرت شقة سكنية بالقرب من مكان سكن المنظر الروسي ألكسندر دوغين صاحب النظرية الرابعة (النظرية الأوراسية)، ويُعتبر ألكسندر دوغين الأب الروحي للرئيس الروسي بوتين ومن أهم رجال روسيا الحديثة.
قامت عملية المخابرات الأوكرانية بمراقبة تحركات ألكسندر دوغين، وفي أحد الأيام قامت “داريا” ابنته دوغين باستعارت العجلة من والدها، وبعد دقائق انفجرت العجلة، وقتلت “داريا”، ونجا أكبر مفكري ومنظري روسيا والمقرب جدًا من الرئيس بوتين.
فكانت ضربة قاصمة واختراقًا جريئًا للعُمق الروسي وإهانة كبيرة للمنظومة الأمنية الروسية.
حتمًا لن تمر هذه العملية دون رد قاسٍ وكبير من روسيا، وهو ما سوف يؤدي إلى نشوب صراع مخابراتي وحرب اغتيالات واختراقات تطال العُمق الجغرافي للبلدين؛ مما لا شك فيه أن الاستخبارات الأمريكية والأوروبية قد قدمت المعلومات والدعم وحتى التخطيط لجهاز الأمن الأوكراني؛ لتنفيذ هذه العملية النوعية داخل العُمق الروسي من خلال استهداف أبرز رجال روسيا الحديثة.
وهذه العملية تُعيد إلى الأذهان الحرب المخابراتية التى كانت مستمرة بين جهاز الأمن الروسي kGB وال cia أثناء وبعد الحرب الباردة.
بعد هذه العملية الأوكرانية ستدخل الحرب الروسية -الأوكرانية منعطفًا وتحولًا خطيرًا لا يمكن التكهن بمدياته، وقد يحدث تغيرًا كبيرًا بمجريات هذه الحرب.
بوتين رجل الاستخبارات القوي وواحد من رجال الkGB السابقين لن يقبل بهذه الإهانة، وهذا الاستهداف إلى أقرب المقربين إليه.
الأوساط السياسية والأمنية الروسية تشعر بالصدمة والحنق من محاولة اغتيال رمز الأمة الروسية، ومنظرها الكبير ألكسندر دوغين.
*باحث في الشأن السياسي