المقالات

إبعاد شبح الخوف عن بيئة العمل (١-٣)

لفت انتباهي في جولاتي القرائية كتابًا بعنوان “إبعاد شبح الخوف عن بيئة العمل” للمؤلف رومان هيبنج وسكوت كوبر، كذلك أعجبني مقالًا رائعًا استفدت واقتبست منه للأستاذ المميز/ عبود بن علي آل زاحم منشورًا في جريدة الجزيرة السعودية بعنوان دليلعملي للقضاء على الخوف في بيئة العمل.

استغربت أن يكون هناك كتاب متخصص في هذا الموضوع ويكتب فيه اثنان، قد لا أستغرب أن هناك دراسات أبحاث تقاريرفي هذا الموضوع، أما أن يكون في كتاب متخصص فيعني ذلك أن الموضوع في غاية الأهمية للتشخيص والعلاج، وأن ظاهرةالخوف هي تربة صالحة لنموِّ كل المشكلات المعقدة في بيئة العمل؛ لذا أصر الكاتبان على هذا الكتاب.

قبل أن أشرع في قراءة صفحات الكتاب تساءلت مع نفسي هل يعقل في هذا الزمن أن هناك مدراء متخصصين في الرعبوالتخويف؟ هل ربما كانوا يمثلون أدوار البطولة في أفلام الرعب في السينما والمسلسلات، وأجادوا تلك الأدوار وأجازوهالأنفسهم فعل ما أرادوا ويريدون، وأباحوا واستباحوا الرعب الوظيفي بحجج مرضية كالمفهوم الخطأ للسمع والطاعة المطلقة،والشخصية القوية العنترية؛ لتستمر مسيرة العمل الإكراهي، والأخذ بأسلوب التهديد والتخويف بكل أشكاله للمشي على المليوبالسانتي ويا ويل ويلاه من حاد شعرة على نهج المسؤول العقيم لحظة.

أوامر وتعليمات من تأليفه وتخبطات من عناده وجهله وقرارات مخبوصة وأرقام مضروبة ونتائج مشكوكة،  واللي فيه خير يناقشأو يوضح أو ينصح فمصيره جاهز للبهدلة والتفرير من مكان لمكان والتضييق في المزايا الوظيفة حتى تصل للإنهاء القسري.

لماذا كل هذا الأسلوب التخويفي المرعب مع موظفينك، تراك راحل راحل راحل أؤكدها ثلاث مرات، والمسألة مسألة وقت ليس إلا،دوام الحال من المحال والدائم هو الله، ولا يصح في النهاية إلا الصح.

كما يقولون كرسي المدير كرسي حلاق وإلا المدير المرعب يتحلق روحه وفي بيته وعلى كرسيه الشخصي؟

ألا تخاف أيها المسؤول المرعب دعوات الخائفين المظلومين المقهورين، ألا تأمن مكر الله، ألا تخاف من عدالة السماء، هل لديكحصانة من الحساب يوم الحساب، هل لديك ضمانات من تسامح المرعوبين منك، هل فكرت بمستوى علاقاتك الاجتماعية بعدتقاعدك؟

الإدارة والقيادة الوظيفية أمانة ومسؤولية أمام الله قبل البشر، وهي ذمة وضمير وليست منحة لاستضعاف البشر.

هل تريد ابتسامات ظاهرية من موظفيك أمامك وقلوبهم تغلي حرقة وتشتعل غضبًا، تريد دعوات ظاهرية وعبارات التبجيلوالتمجيد أمامك، ومن خلفك يدعون عليك في ودموعهم تبلل أماكن سجودهم، ولا يدعون ساعة إجابة إلا كان لك نصيب منها،ويا للأسف يدعون عليك لا لك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى