لم أجد أفضل من كلمة الإلهام لوصف الحالة النفسية الإيجابية التي يعيشها الشعب وبالأخص الشباب السعودي الجاد الراغب في العمل والطامح للتغيير الإيجابي كما تحدث صاحب السمو الملكي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عراب رؤية المملكة العربية السعودية2030. هذا الملهم الذي يحلق بجيل الشباب لتطلعات كبيرة جدًا كانت مجرد حلم وأصبحت اليوم حقيقة ماثلة، لديه قدرة على دفعنا جميعًا لتحقيق ما كان قبل مدة وجيزة هدفًا بعيدًا ليصبح واقعًا ملموسًا. ففي كلمة سموه بافتتاح أعمال )القمة العالمية للذكاء الصناعي( قال: “نحاول أن لا نعمل إلا مع الحالمين؛ أولئك الذين يريدون خلق كل شيء جديد في هذا العالم.” ومن يتأمل التخطيط نحو المدن الذكية مثل نيوم وذا لاين يعرف جيدًا كيف يفكر الحالمون بغد مختلف سوف تكون فيه المملكة العربية السعودية مركزًا عالميًا للبيانات والذكاء الصناعي حيث تهدف السعودية أن تكون في 2030 بين أول 15 دولة رائدة بالذكاء الصناعي.
وليست هذه الخطط المستقبلية حلمًا يراود الخيال بل بدأت بالفعل أعمال التشييد لمنطقة “نيوم” وهي منطقة أعمال في محافظة تبوك، تهدف إلى تنويع اقتصاد أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. كما جاءت تصريحات ولي العهد السعودي خلال مؤتمر صحفي نقلته العديد من وسائل الإعلام بعد إعلان تصاميم مشروع “ذا لاين”، الذي يعد “انعكاسًا لما ستكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلًا في بيئة خالية من الانبعاثات، وتسهم في المحافظة على 95 في المائة من أراضي نيوم للطبيعة، وتعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المائة، لجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة بدلًا من أولوية النقل والبنية التحتية كما في المدن التقليدية”، بحسب الإعلان الرسمي السعودي. كما أضاف سمو ولي العهد: “مشروع نيوم أحد المشاريع المهمة فـي رؤية 2030، وتعد “ذا لاين” تأكيدًا على التزامنا الراسخ بتقديم مشروع إلى العالم أجمع، حيث إن نيوم هي مكان للحالمين بغدٍ أفضل وفيها سيضع الجميع بصمتهم الابتكارية والإبداعية الكوكب.”
ولا شك أننا سوف نكون جميعًا حالمين متأهبين كما يؤكد العاملون في هذا المشروع: “في انتظار شواطئ مضيئة تتوهج في الظلام، مليارات الأشجار في بلد تهيمن عليه الصحراء، قطارات سككها معلقة في الهواء، قمر مصنع، مدينة خالية من السيارات وخالية من الكربون مبنية على خط مستقيم يزيد طوله عن 100 ميل في الصحراء. هذه بعض خطط نيوم، وهي مدينة مستقبلية تشكل جزءًا من توجه المملكة العربية السعودية لتصبح صديقة للبيئة.”
ويهدف مشروع “نيوم”، إلى جذب أبرز المواهب والعقول من المملكة العربية السعودية وباقي أنحاء العالم لخلق اقتصاد مزدهر ومستدام تماشيًا مع رؤية المملكة العربية السعودية2030 لتنويع مصادر الدخل الوطني. وتجسدت هذه الرؤية للمشروع في استقطابات من الكفاءات الوطنية في كافة التخصصات الهندسية والعلمية والبيئية ومجال المال والأعمال حيث تم فعليًا البدء في استقطاب العديد من الخبرات والكفاءات من المملكة العربية السعودية وباقي دول العالم في شتى قطاعات الصناعة والأعمال. وعلى حد وصف أحد المستشارين العاملين في هذا المشروع ستكون هذه المدن شبيهة إلى حد كبير بـ”المربعات السكنية الكبيرة” الخالية من حركة المرور، كما يوضح أحد المهندسين السعوديين العاملين في هذا المشروع الضخم أن كل مربع سيكون مكتفيًا ذاتيًا، ويحتوي على وسائل الراحة مثل المحلات التجارية والمدارس، بحيث يكون أي شيء يحتاجه المرء على بعد خمس دقائق سيرًا على الأقدام أو بالدراجة. ويستطرد: عند الانتهاء، سيكون السفر على طول الخط (ذا لاين) عبر القطارات فائقة السرعة، بحيث أن أطول رحلة “لا تزيد عن 20 دقيقة”، على حد قول المطورين. علاوة على ذلك ستكون نيوم موطنًا لأوكساغون Oxagon، وهي مدينة تطفو على المياه التي تمتد لمسافة 7 كيلومترات، مما يجعلها أكبر مبنى عائم في العالم.
كل هذه المشوقات جعلت صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل يؤكد أنه سيكون أول من يتملك سكنًا في هذا المشروع المميز. هذه الخطط الكبيرة والنوايا التي سوف تترجم لواقع أشبه بالحلم تجعلنا شغوفين للاطلاع على الخطط الاستثنائية حول “نيوم” و”ذا لاين” والحديث حول هذا الأحلام أبدعها شخص حالم من جيل الشباب يرى في الإبداع والخروج عن المألوف والتخطيط نحو الاستدامة البيئية هدفًا أسمى يمكن تحقيقه بتضافر الجهود ووجود فكر يحول الحلم الى حقيقة.
أحلامنا تقترب من الواقع – إن شاء الله- وتحول ما يشبه قصص الخيال العلمي إلى واقع سيتحقق بعون الله وعلى يد هذا الفارس الملهم ومن يقف خلفه من جيل من الشباب لا يكل ولا يتوانى عن تحقيق طموحه وأحلامه، ولو كانت عنان السماء لأن لديه همة كبيرة هي همة طويق.امين .