المقالات

أنا ومن بعدي الطوفان!

الكثير من المجتمعات المختلفة توجد بها عادات وتقاليد، وإن كانت أغلب المجتمعات العربية تشترك في بعض تلك العادات التي لا تخالف الفطرة والواقع والأخلاقيات الحميدة.
ومع التطور التكنولوجي المهول وانتشار السوشال ميديا وانفتاح العالم والثقافات على بعضها البعض تغيّرت طبائع بعض الناس، وأصبح العالم أكثر سرعة للحاق بركب الحضارات الجديدة، وتأثر البعض بنجوم الفن، والسينما، ونجوم كرة القدم في اللباس، وقصات الشعر، وصيحات الموضة، والكثير من العادات الحميدة انقرضت لأسباب مجهولة لست بصدد تناولها، رغم أن الخير في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى أن تقوم الساعة!
المهم الناس الآن في أغلب المجتمعات العربية أصبحت مشغولة بالبحث عن مصادر الرزق؛ كون الإنسان يحتاج إلى عمل أساسي، وقد يحتاج إلى وظيفة (مساعدة) لكي تحقق له معيشة كريمة كون التاجر مشغولًا بتنمية تجارته، والموظف البسيط مشغولًا في دوامه، والطالب مشغولًا في تعليمه وتحصيله الدراسي!
المُثير أن هناك عادتين سيئتين أعتقد أنها بدأت في الانتشار مؤخرًا مع سرعة التطورات المهولة في بعض المجتمعات، وهما (الكذب) و(النفاق) بل إن البعض أصبح في بعض المجالس بكل أسف يكذب عيني عينك. بل ويتبجح بالكذب ويرى أن تلك العادة غير الحميدة تزيد من احترامه بين أفراد المجتمع، وتجعل له مكانة مرموقة. بل وإنها تفرض محبته على الناس وخلق الله مع العلم أن الجميع يعرف أنه (بكاش) وتكشفه زلات لسانه الذي يوقعه في مطبات أمام من يعرف ذلك الإنسان أو زامله في عمل أو قضى معاه حتى لحظات مسامرة، ولو في موقف عابر!
تلك العاداتين القبيحة التي لا تمثل أغلب مجتمعنا العربية موجودة والبعض، وأنا منهم أهرب كثيرًا من المجالس والديوانيات بسبب وجود تلك العينات المريضة التي تعاني من عقدة نقص، وتحتاج إلى مكاشفة حقيقية!
أغلب من يكذب ويتحرى الكذب ليس له محور في أغلب نقاشاته إلا أكل لحوم الناس؛ كونه يتحدث عن الآخرين بالسوء، ويحرص على النيل منهم بل والتطاول على البعض واتهامه بغير وجه حق، وهذا (لعمري) سوء خلق!
وبالرغم من أن كل إنسان له الحق في أن يقول ما يشاء ومتى شاءء دون المساس بالآخرين لكن (البكاش) يطلق أرانبه في كل حدب وصوب ساعة تجده يتحدث عن الاقتصاد، وساعة عن مشاريع التنمية الاقتصادية في دول أوروبا، وربما يتحدث عن مشاريعه المستقبلية رغم أن مستقبله ضائع بسبب تتبع عورات الناس وكشف أسرارهم، والتقصد بالنيل منهم!
أعرف أن أخلاق بعض الناس تغيرت، وأن المصالح أصبحت مهمة جدًا في المجتمعات لكن ليس ذلك على حساب خلق الله مع أن ( الأناني) والمنافق في أي مجتمع قادر على الضحك على الناس؛ لأنه يحمل أكثر من قناع، ويعيش في مختلف المجتمعات، وله قدرة على أن يكون في أي مكان شاء ومتى شاء؛ لأن قاعدته التي ينطلق منها التعايش مع خلق الله (أنا ومن بعدي الطوفان)..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى