المقالاتعام

“إيلون ماسك” والحرب العالمية الثالثة

رجل الأعمال الملياردير الأمريكي “إيلون ماسك” يقول في أحدث تصريح له ما نصه: (ما الفائدة من شراء منصة تويتر والحرب العالمية الثالثة قادمة)، ومن خلال هذا التصريح يظهر السبب الحقيقي وراء عدول رجل الأعمال عن إتمام صفقة شراء منصة تويتر بـ٤٤ مليار دولار؛ حيث ذكر سابقًا أنه حصل إخلال بالعقد المبرم لمحاولة التملص من هذه الصفقة، وعاد ليكشف من جديد أن السبب هو الخوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة قد تؤدي إلى انهيار كل شيء.
لا شك أن قراءة ماسك صحيحة إذا ما نظرنا إلى ما يجري في العالم من أحداث مفصلية ومتغيرات حتمية، ومن أبرزها الحرب الروسية – الأوكرانية، والخشية من تداعياتها على الاستقرار العالمي والإمدادات الأمريكية والأوروبية من الأسلحة إلى أوكرانيا، وما يمثله من استفزاز لروسيا، وعدم قدرتها على حسم المعركة لصالحها، وكذلك تداعيات إيقاف تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا، والذي حتمًا سيؤدي إلى نتائج خطيرة على شعوب الدول الأوروبية، وهذا الموقف الروسي هو بداية حرب اقتصادية بين الأقطاب العالمية، والذي سوف يخلق جوًا مشحونًا بالتوتر والتأزيم؛ حيث سوف تمر القارة الأوروبية بظروف قاسية جدًا في الشتاء القادم.
إن الطلب الروسي بتسديد عائدات الغاز الروسي المصدر إلى أوروبا بالروبيل هو تهديد مباشر للهيمنة المالية الأمريكية، والتى رفضت أوروبا الانصياع له بفعل الضغوط الأمريكية، وهو ما يزيد من حدة التوتر بين روسيا والغرب.
على الجانب الآخر خلقت زيارة “نانسي بليوسي” إلى تايوان نوعًا آخر من التصعيد بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية في بحر الصين الجنوبي، ومثّلت استفزازًا خطيرًا للصين، والتى عدت الخطوة الأمريكية بأنها عمل عدواني أن احتمالية تصادم القوى العالمية في بحر الصين الجنوبي أو على ساحة الحرب الروسية -الأوكرانية تزداد بشكل متسارع.
إن العالم يشهد حربًا اقتصادية وحربًا مالية، وهذه مقدمات للحرب العسكرية من أجل السيطرة على هرم وقمة النظام الدولي، وفرض تراتبية دولية من أحد الأطراف ضد الطرف الآخر، وهذا ما ينذر بدخول العالم إلى حرب عالمية ثالثة تستخدم فيها تقنيات حديثة من أسلحة تقليدية وصواريخ عابرة للقارات مجهزة برؤوس نووية ترافقها حرب سيبرانية تؤدي إلى شلل كامل في الحياة العامة أو الاقتصادية مما يُعرض البشرية إلى دمار شامل بفعل القوة التدميرية الهائلة التى تملكها القوى العالمية المتصارعة.

*باحث في الشأن السياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى