ظهرت تغيُّرات واضحة في المجتمع خلال السنوات الماضية الأخيرة في كافة الجوانب؛ خاصة الجوانب الاجتماعية، والتي أثّرت على أفراد المجتمع والأسرة بوجه عام، وعلى الأطفال بوجه خاص. فظهرت مشكلات اجتماعية لها آثار خطيرة منها ارتفاع نسب الطلاق الذي يؤدي إلى التفكك الأسري، ولا شك أن كل ذلك يؤثر على رعاية الأطفال، ويتطلب حمايتهم من الأخطار الناتجة عن الطلاق، وما ينتج عنه من آثار سلبية والعديد من الاضطرابات النفسية.
ومن أهم العوامل المسببة لاكتئاب الطفولة المبكرة هو قطع أو فقدان العلاقة بين الطفل والوالد، ومما لا شك فيه أن أكثر الأحداث شيوعًا المسببة لهذا الفقد في حياة الطفل هو الطلاق، فقد دلت النتائج أن لطلاق الوالدين آثارًا سلوكية وعاطفية كبيرة على الأطفال، وقد تكون هذه الآثار قوية بشكل خاص عندما يحدث الطلاق خلال سنوات ما قبل المدرسة، فقد أوضحت الدراسات العلمية أثناء تقييمها لأطفال أعمارهم من 3- 5 سنوات يمر والداهم بعملية الطلاق، وجد أن أكثر من النصف قد أظهروا ردود فعل سلوكية وعاطفية شاذة لم تكن موجودة من قبل، وقد شملت ردود الفعل هذه: الحزن، الاكتئاب، الغضب، العدوان والخوف، سوء التكيُّف الاجتماعي، اضطرابات الشخصية.
وهناك بعض الخطوات العملية التي أشار إليها علماء التربية ومستشارو العلاقات الأسرية، والأطباء النفسيون، التي تساعد الأطفال على التكيف مع واقع طلاق الوالدين، والتخفيف من حدة الآثار الناتجة عن الطلاق، أهمها الحوار معهم، وتفهم مشاعرهم، وتعظيم حق الوالدين في نفوسهم، والتواصل مع أخصائيين نفسيين والاستماع لتوجيهاتهم، والابتعاد عن آراء الناس المحبطين، وتجنب إشعار الأطفال بالذنب، والأهم من هذا كله هو ألا يُستخدم الأطفال كوسيلة للصراع بين الوالدين عن طريق لوي الذراع….
0