قبل أيام كنت أنتظر صديقًا عزيزًا يمرني بجانب شقتي المتواضعة في حي الدواسر بالدمام بعد أن انتهيت من صلاة العشاء في المسجد. وقف بجانبي في الشارع المحاذي صاحب سيارة BMW إنسان بهندام جميل.. شاب سعودي شارف على أن يكون في العقد الرابع من العمر.
مر ذلك الشخص بجانبي، وسلم بكل لطف وبدأ بعد النزول من مركبته في تتبع موقع (لوكيشن) أرسل له، وأخذ في البحث في كثبان الرمل، وبجانب عدادات الكهرباء في أحد المنازل والمباني في وضع يثير الانتباه.
وفضولًا مني سألته؟ هل تريد مساعدة كونه غريبًا، وأول مرة أشاهده وقال لي: لا أبحث عن غرض يخصني، وبعد أن مضت عشر دقائق بعد بحثه المضني. خرج من المكان متسخ الملابس يرى عليه آثار الغبار، ومعه كيس صغير به مادة تشبه الزجاج المطحون!
مر ذلك الموقف وأنا أتساءل ماذا يريد ذلك الشخص؟ وما هو وضعه ؟ وماذا أخذ من بين كثبان الرمل؟ ولماذا يبحث بين أسلاك الكهرباء وفي ممرات العمائر السكنية!
صديقي العزيز (مصطفى) المقيم في البلد منذ ٣٠ عامًا، أكد لي أن ذلك الإنسان يبحث عن مادة الشبو التي يضعها عادةً البياع في مكان ما، ويقوم بتصوير الموقع وإرسال اللوكيشن للضحية بعد أن يرسل له المبلغ عبارة عن بطاقات شحن سوا أو موبايلي حسب الاتفاق المسبق بينهما.
ورغم كل المجهودات المبذولة من رجال الأمن البواسل، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات في كافة مناطق المملكة إلا أن أغلب مروجي تلك المادة (الشبو) وأغلبهم من الجنسية الباكستانية أو الفلبينية يعرفون طرقًا جديدة في تحضير مادة الشبو من خلال مواد يتم تجميعها، وتعمل بتركيبة معينة لكي يقع فريستها الضحية من أول جرعة من التعاطي، والغرض الحصول من الضحايا على الأموال!
مؤسف جدًا حقيقة أن تنتشر تلك المادة التي غزت الدول الخليجية والعربية بل وأصبح ضحيتها حتى نساء وفتيات بسبب الرفقة السيئة، والبُعد عن الدين، وعدم الالتزام بقوانين وأنظمة البلد التي تجرم تعاطي المخدرات والمنشطات بكافة أنواعها أو ترويجها.
السؤال: هل يدرك ذلك المتعاطي أن تلك المادة (الشبو) يدمن عليها الإنسان من أول جرعة تصل لدمه مثلها مثل الهروين، وهل يعي العاقل أنه عندما يتعاطى تلك المادة يقدم على جرائم، وقد يسفك دماء أهله وذويه لأنه في غير وعيه.
أعود لكلمة سمو وزير الداخلية الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى- عندما قال: (نحن مستهدفون في عقيدتنا. في شبابنا وبناتنا، ويجب علينا الحذر) نعم كلام صحيح وعقلاني؛ لأن الشباب والفتيات هم عماد الأمة ومن استهدافهم إتلاف عقولهم بتلك المخدرات والمنشطات التي تؤدي إلى كوارث وقتل هتك الأعراض؛ لأن العدو لا يريد بنا خيرًا، والواجب أن نكون أكثر حذرًا من كل ما يستهدف وطننا وشبابنا ومقدراتنا، ومن ذلك ترويج المخدرات والمنشطات ومادة الشبو التي يصل إدمانها بمن يستخدمها للجنون، والتشرد، والقتل!
0