وفق تقرير صادر عن الهيئة العامة للإحصاء في السعودية نشرته “العربية”عن تخطّي سكان السعودية مستوى الـ (35) مليون نسمة بنهاية النصف الأول من العام 2020 عند 35.013.414 نسمة، وجاء من ضمنه- في سياق موضوعي اليوم- أن الفئات العُمرية من 60 عامًا وما فوق بلغ عددهم: 1.919.322 نسمة، ويُشكلّون نسبة (5.5%) فقط من إجمالي سكان المملكة على الرغم من ارتفاع أعدادهم من 1.878.280 نسمة منتصف العام 2019 إلى 40.042 نسمة.
ويظهر بوضوح أن النسبة قليلة مقارنة بتعداد إجمالي السكان، ناهيك عن أنّ التقرير لم يُشرْ إلى عدد السعوديين ضمن هذا الرقم؛ فمن المؤكد لو ظهرت لكانت النسبة متدنية جدًا، فيا تُرى ماذا نعمل لهم وهم فئة خدموا الوطن أيًا كانت مواقعهم ونوعيات أعمالهم، فقد قدّموا أزهار شبابهم في كفاح مستمر، ثم تقاعدوا، فتأثّرت دخولهم وزادت مصاريفهم ثم همومهم الصحية التي تَستقطع حَيّزًا من الدخل التقاعدي؛ ناهيك عمّن تحمّلوا ديونًا تُثقل كواهلهم، وثمّة فئة محدودة منهم ضمنت العلاج والرعاية بتأمين كفلته جهات أعمالهم مثل أرامكو الخطوط السعودية وبعض الهيئات، أما الشريحة الكبرى فهي تعاني وتراق مياه وجوهها لتحصل على ما تريد!! في الوقت الذي تبقى فيه رواتبهم التقاعدية دون زيادة رغم التضخم وارتفاع الأسعار.
صحيح أن وزارة الصحة وحدها قد جعلت لهم الأولوية في العلاج والتعامل لكن الإمكانيات لا تُلبّي الاحتياجات فيطول الانتظار للحصول على الخدمات، والتأمين عليهم هو الحل الأمثل، والأكثر عدالة ورحمة بِهم وتقديرًا لهم، لقاء ما قدّموه لوطنهم.
فهم يستحقون تسميتهم
“ألو الفضل والهِمّه”
ولقد ترددت كثيرًا عن قُرب صدور لائحة تُعنى بأحوالهم، فهل ثَمّة بشائر لهذه الفئة التي تستحق الاهتمام؟ فالكلّ سيكبر ويمتد به العمر ويكون في نفس الوضع.
أفلا يستحقون المزيد من الاهتمام والنظر في شؤونهم، ومنح علاوات لرواتبهم، فالأعمار بيد الله وليس بتقدير مؤسسة التقاعد، ومهما كانت الزيادة؛ فهي لن تكون كبيرة، ولن تطول مدة انتفاعهم بنظم تكفل تلبية احتياجاتهم، ومن المؤمل أن تشمل تلك اللائحة:
– منحهم علاوات استثنائية.
– دعمًا في توفير سكن لمن لا يملكون ولمدة ما تبقى من أعمارهم.
– توفير أعمال تليق بالقادرين المؤهلين منهم، فخبراتهم التراكمية تستحق الاستفادة منها.
– خصومات حقيقية وليست رمزية، في تذاكر السفر والمطاعم والفنادق والمستشفيات.
– تكون لهم الأولوية في كل الجهات والتعاملات في القطاعين العام والخاص، فضلًا عن النوادي والحدائق، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لهذه الفئة التي سيؤول إليها شباب اليوم يومًا ما، وسيقطفون ثمار ما قدّموه…
بَوحُ من شِعري
وَقّر كبيرَ السنِّ اِحفظْ حَقّه
في العيش مكفولًا بما يُرضيهْ..
فغدًا سَتَكبر والحَياةُ قَصيرةٌ
وجميع ما قَدّمتَه تجنيهْ..