التقيت به لأول مرة في فندق انتركونتنتال جدة في ديسمبر العام الماضي، عقب احتفالية رواد الخليج 2021، وأنا بطبعي أتفادى الإعلاميين بعد انتهاء أي فعالية؛ حيث ينقضون عليك بأسئلتهم، والجميع يريد شيئًا من الاهتمام، والوقت ولكنهم لا يدركون أني أكون بحاجة إلى تنفس الصعداء بعيدًا عن الأسئلة والإجابات، وقد لمحت ذاك الرجل طويل القامة وسيم المحيا وبيده الميكرفون الأخضر، وكأنه استشعر حالتي فكان يجري اللقاءات مع الآخرين ولم يقترب مني إلا بعد أن ذهب الجميع فكان التوقيت مناسبًا، وتلك أول صفة أعجبتني فيه.
بعد ذلك اللقاء القصير استمر تواصلي معه عبر سبل التواصل الاجتماعي، وتابعت مساراته وأعماله كما رصدت اهتماماته المهنية فوجدته رجلًا عصاميًا يتمتع بالتزام قوي بأخلاقيات المهنة والعمل الصحفي فهو هادئ في حديثه، دقيق في كلماته، حريص في نقل المعلومة والرأي، سريع في التفاعل مع الحدث ليحقق السبق الإعلامي، وهو قبل كل شيء إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
لا شك أن القارئ قد عرف أني أقصد عبدالله أحمد الزهراني الذي أسميه موسيقار الصحافة؛ فهو يكتب النوتة ويبدع في ترتيب المقاطع، ويشرف على تناسق عزف الآلات لتخرج لنا سيمفونية متجددة اسمها صحيفة مكة الإلكترونية.
على الرغم أن قسمات وجهه الرجولي توحي بالصرامة والحزم؛ فإنه يخفي إنسانًا مليئًا بالعاطفة والرقة، مفرط الحساسية، رقيق المشاعر خفيف الوطئ على الآخرين كريم معتز بكرامته متواضع في حديثه عن نفسه يُفاخر بإنجازات فريقه …
لكل هذا فلم يكن غريبًا أن تنال سيمفونيته تكريم الريادة المؤسسية في حفل تكريم الرواد 2022 في المؤتمر العالمي السابع للريادة والابتكار والتميُّز في دبي الأسبوع الماضي …
*أمين عام المؤتمر العالمي للريادة والابتكار والتميُّز
