المقالات

لماذا السعودية الأكثر أمنًا وأمانًا؟!

من المعلوم أن الإسلام دين الوسطية والسلام، دين المحبة والرحمة والوئام، دين التسامح والفضيلة والإخاء، دين العدل والتعاون والصفاء، دين ينبذ الفرقة والاختلاف، ويدعو إلى الوحدة والائتلاف، دين بريء من الحزبية والعنصرية، دين يحقق الخيرية لكل البشرية، دين ينبذ العنف والتطرف والعدوان، ويحارب الظلم والفسوق والبهتان، دين يصلح في كل زمان ومكان، تزدهر به حال المجتمعات، وتُقضى من خلاله الحاجات، ويتحقق الأمن الوارف في ظلاله، ويهنأ العيش للفرد في كل أحواله…
ومن هذا المنطلق فلعله من المناسب أن نستعرض بعض الصور المشرقة، والمزايا الفريدة، والنعم الكبيرة التي تمتاز بها هذه البلاد المباركة، والتي اختارها الله تعالى لأن تكون مهبط الوحي، ومنطلق الرسالة، ومبعث خاتم الأنبياء والمرسلين، وقبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومحط أنظار العالم أجمع، وما تنعم به من نعم كثيرة لعل أهمها احتضان أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة والمدينة المنورة التي انطلق من ثراها نور الهداية للعالمين في مشارق الأرض ومغاربها، وما تملكه من الموارد الطبيعية، والمصادر الغنية، وما تمتاز به من الاتساع في رقعتها، والتنوع في تضاريسها ومناخها، وما تزخر به من المعالم التاريخية والأثرية والموروث الشعبي في كل منطقة من مناطقها المختلفة، وما يتميز به شعبها الكريم من القيم العظيمة، والعادات الأصيلة، والصفات الحميدة المنبثقة من تعاليم الإسلام والمتوارثة عبر الأجيال.
ومن النعم التي منّ الله بها على هذه البلاد المباركة أن سخر الله لها قادة عظماء تمسكوا بحبل الله المتين، وحكموا الشريعة والدين، وصاروا على هدى سيد المرسلين، فمنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله تعالى – الذي وحدَّ هذا الكيان العظيم على كلمة التوحيد حيث كان همه إقامة دولة تحكم بشرع الله في كل شؤونها؛ فكان له ما أراد بعد توفيق الله تعالى، فوحّد البلاد والعباد على راية التوحيد، وجعل من أولوياته خدمة الدين والوطن والاهتمام بكافة المجالات التي تضمن استتباب الأمن والاستقرار، وراحة وسلامة المواطن، وتكفل كل حقوقه ومتطلباته، وكان هذا المنهج القويم، والنظرة الثاقبة تؤسس لكيان يتفرد بتلك اللُّحمة الوطنية بين القائد والشعب، فتوحدت هذه البلاد كأسرة واحدة في الرخاء والشدة، والعسر واليسر، وقد منّ الله تعالى على هذه البلاد المباركة من بعد المؤسس بقادة أوفياء واصلوا البناء والعطاء، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل مواصلة تلك الريادة التي تتفرد بها بلادنا الغالية على مستوى العالم.
وإن المتتبع لما تبذله حكومتنا الرشيدة منذ تأسيسها حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك الحزم والعزم، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان مهندس الرؤية، وقوي العزيمة، وقاهر الفساد، ومطور البلاد؛ يقف متفاخرًا أمام جهود عظيمة، ومنجزات كالمعجزات يصعب حصرها، ويضيق المقام لذكرها، ولكنها ماثلة للعيان أمام العالم أجمع، ولعل خير شاهد على هذه المنجزات ما تحقق بحمد الله تعالى من ثمار يانعة لرؤية المملكة 2030 في جميع المجالات، حيث تفاجئنا الأرقام والنسب المئوية بقفزات نوعية تؤكد نجاح تلك الأهداف المرسومة يومًا بعد يوم ولله الحمد والثناء.

ومن الصور والمزايا الفريدة لهذه البلاد الحبيبة تلك التي أذهلت المجتمعات، وأدهشت الحكومات؛ والتي تكمن في علاقة القيادة بالشعب منذ توحيد هذا الكيان الشامخ، تلك العلاقة التي لا تقف عند حدود وجوب طاعة ولاة الأمر التي أمر بها ديننا الإسلامي الحنيف فحسب؛ بل تتجاوز إلى ذاك الإحساس الملموس والفطري الذي يشعر به المواطن من قبل ولاة الأمر والذي يكمن في الحب الحقيقي المتبادل، والبذل السخي، وتلمس احتياجات المواطنين، والرغبة في توفير الحياة الكريمة، والشفافية والوضوح، والثقة الكاملة في قدرات وولاء هذا الشعب المخلص لقيادته، وعلى الجانب الآخر نجد حب الشعب وثقته واعتزازه وإخلاصه لقيادته في المنشط والمكره، فهنيئا لهذا الوطن قيادة وشعبا هذه اللُّحمة الوطنية، والتوافق في الفكر والهدف والمبنية على ثوابت ديننا الإسلامي الحنيف، وما نلمسه من التلاحم بين القيادة والشعب يعد مفخرة نتباهى بها بين الشعوب، وصورة مشرقة تحكي للأجيال اللاحقة ملحمة سطرت أروع البطولات بمداد من ذهب لقيادة حكيمة، وشعب وفيّ يعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الوحدة الوطنية للوقوف صفًا واحدًا في وجه كل حاقد وناقم للدفاع عن ديننا ووطننا ومقدراتنا، ونواصل مسيرة العطاء والنماء متوكلين على خالقنا ورازقنا ملتمسين منه العون والسداد، فلا خاب من توكل عليه، وقد فاز من لجأ إليه.

د. فايز الأحمري

كاتب صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى