المقالات

ما بين عربة خضار بوعزيزي وحجاب مهمسا أميني تندلع الثورات

بوعزيزي شاب تونسي يبلغ من العمر ٢٢ عامًا قام بإضرام النار بنفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجًا على مصادرة عربة من قبل الشرطة التونسية.
حدث هذا عام ٢٠١٠ وتفاعل مع هذا الحدث المؤلم الشعب التونسي، وقام بثورة عارمة في كل أنحاء البلاد أدت إلى إسقاط النظام بهروب زين العابدين بن علي، وهذه كانت بداية ما يعرف بالربيع العربي الذي امتد إلى العديد من الدول العربية، وسقط على إثرها العديد من الأنظمة العربية.
في هذه الأيام من عام ٢٠٢٢ الحدث يتكرر في إيران لكن بصورة أخرى، ولكن قد تكون النتائج متشابهة.
“مهمسا أميني” امرأة إيرانية في العقد الثاني من عمرها تلقي القبض عليها شرطة الأخلاق بتهمة مخالفة شروط اللباس (عدم ارتداء الحجاب)، وبعد ساعات تفارق أميني الحياة؛ نتيجة نوبة قلبية بسبب الخوف والتعنيف مما أدى إلى إدانة واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية الإيرانية، وتصدرت أغلب الصحف الإيرانية حادثة أميني، وامتدت الاحتجاجات إلى الشارع الإيراني، وعصفت بكل المدن الإيرانية، وحصلت مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن الإيرانية، ويعيش الشعب حالة احتقان وغضبًا عارمًا يُنذر بثورة كبيرة تتصاعد، وتتوسع إلى كل أنحاء إيران ومما يدل على خطورة الوضع خروج وزير الداخلية الإيرانية بتصريحات يهدد فيها المحتجون بأقصى العقوبات، ويعتبرهم معادين للثورة الإسلامية الإيرانية بل اتهم العديد منهم بأنهم خرجوا سابقًا بمظاهرات ضد النظام.
المتوقع أن مساحة الاحتجاجات قد تتوسع، وتصبح أكثر عنفًا وقد يحدث الصدام بين قوات الأمن الإيرانية والمتظاهرين، وتبدأ شرارة الثورة الإيرانية.
ما يربط بين بو عزيزي ومهمسا أميني هو ظلم الأنظمة والفقر وقمع الحريات، وعدم المبالاة بهموم الشعوب.
ولكن السؤال المهم هل يؤدي حجاب مهمسا أميني إلى نفس نتائج عربة بو عزيزي.

زياد الضاري- باحث في الشأن السياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى