يحتفل أبناء الوطن من مواطنين ومواطنات وجميع المقيمين على أرض الوطن معنا كل عام باليوم الوطني الذي يوافق ٢٣ سبتمبر من كل سنة، وهو يصادف يوم توحيد المملكة العربية السعودية على يد القائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيب الله ثراه-.
وتزامن مع الاحتفالات والبرامج التي تقام من بعض الجهات الحكومية والقطاع الخاص وتماشيًا مع قرارات ولاة الأمر – حفظهم الله- في منح إجازة ( اليوم الوطني) للقطاعين العام والخاص وتناغمًا مع الانفتاح الثقافي والاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه البلد في ظل قيادة حكيمة وتحقيقًا لمستهدفات رؤية سمو ولي العهد تسعى الهيئة العامة للترفيه، وبعض القطاعات الخدمية في تقديم برامج ترفيهية وموسيقية ومعارض واحتفالات وعروض طيران للصقور السعودية في شتى محافظات ومناطق المملكة تعبيرًا عن صدق الانتماء، واستذكارًا لتاريخ رجال وقيادات الوطن، وكل من ساهم في تأسيس هذا الكيان الشامخ.
المثير أن هناك بعضًا من الرعاع والشباب والفتيات غير المنضبطين الذين يكدرون صفو تلك الفرحة بسبب تجاوزاتهم و مخالفاتهم لأنظمة البلد من خلال المبالغة في الاحتفالات، والقيام بأعمال صبيانية وتعدي على حريات الآخرين، وربما يصل الأمر إلى الاعتداء على الممتلكات العامة أو التحرش ببعضهم البعض، والقيادة المتهورة للمركبات، والازدحام المروري غير المبرر، وانتشار بعض الظواهر الدخيلة، رغم وجود أنظمة الدولة وقرارات النيابة العامة التي تضرب بيد من حديد وتحاسب كل متجاوز ومخالف للقوانين واللوائح والأنظمة؛ كوننا في بلد قانون ورجال الأمن حفظهم لا يألوا جهدًا في القبض على كل متهور، وسيجد كل من يعتدي على الآخرين جزاءه المناسب باذن الله وفقًا للقانون.
وأعتقد من وجهة نظر شخصية أن تغليظ العقوبات على كل متجاوز سوف يضع حدًا لكل من تسول له نفسه الإساءة للآخرين من الجنسين في ظل الإنفلات الأخلاقي للبعض، والذين لم يمثلوا واقعنا، ولا يتقبلهم مجتمعنا السعودي المحافظ وتكرار تلك الحوادث والأحداث يسيء لصورة مجتمعنا مع أن الواقع عكس ذلك. كوننا مجتمعًا إسلاميًا محافظًا، ولا يرضى بما يسيء للآخرين ويمس كرامتهم أو يجرح مشاعرهم لكن من حق الإنسان أن يحتفل بدون إساءة، ولا تكن الفرحة التي تعتريه سببًا في حزن الآخرين وتجاوزه على خلق الله أو الظهور بمظهر غير لائق وخادش، ويتعارض مع قيمنا الإسلامية وثوابتتنا الأصيلة.
لأن فرحة الانتماء وروعة الاحتفال، واستذكار تاريخ من ضحوا بأرواحهم ودمائهم ووقتهم لبناء هذا الوطن لا يكون بالإساءة لصورتنا كمجتمع واعٍ ومسؤول له حقوق وعليه واجبات.
0