يحتاج الطلبة عامة والطلبة ذوي الموهبة للخدمات المساندة، وتكون حاجة الطلبة ذوي الموهبة لهذه الخدمات أكثر الحاحاً، فالموهوبون لديهم الخصائص الاجتماعية والأكاديمية التي تميزهم عن اقرانهم، كما أن التركيز على اهتمامات الطلاب تعد الوسيلة الأكثر فعالية لدمج التوجيه المهني الناجح لهم سيما عندما يبدأ الطلاب في التفكير فيما يخبئه مستقبلهم. حيث تركز العديد من الدراسات على كيفية تقديم الخدمات الارشادية للطلبة ذوي الموهوبة لتعظيم الإنجازات التي يقومون بها، وكذلك التركيز على دمج التوجيه الأكاديمي والمهني للطلاب الموهوبين خلال التدريس. يقدم إرشاد الموهوبين المساعدة لأفراد المجتمع من خلال خدمة الأفراد والأسر من خلال الرعاية الارشادية المتخصصة والدعم الذي يلبي احتياجاتهم، من خلال تقديم الاستشارات ومساعدتهم على تحقيق الإنجازات والتدريب لتحقيق الذات، وتحقيق اقصى قدر من التحصيل العلمي والمهاري وتمكين التميز لديهم. وحيث أظهرت دراسات منفصلة أجريت خلال العقود القليلة الماضية الحاجة إلى برامج تعليم وارشاد الموهوبين وفوائده. إلى جانب هذا كان هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة حول خصائص الطلبة الموهوبين والمتفوقين مما يتطلب عمليات ارشادية منتظمة وقائمة على المبادئ العلمية والمستندة الى نتائج البحوث والدراسات والممارسات العلمية.
ويبرر القيام بإرشاد الموهوبين ما أثبته الدراسات حول تعرض العديد منهم للفشل والتسرب من البرامج، ووجود حاجات اجتماعية ونفسية لهم تخلف عن اقرانهم، ووجود حاجات اجتماعية وعاطفية للطلبة الموهوبين والمتفوقين ومن هذه المتطلبات الوحدة والانعزال في بعض الأحيان، ميوله القيادية، الكمالية وغيرها. فضلا عن احتمالية تعرضهم للحرمان والعزلة وانماط التنشئة القاسية.
والإرشاد للموهوبين يأخذ عددا من المجالات أبرزها التركيز على اهتمامات الطلاب للتخطيط المستقبلي، والمساعدة في المتطلبات الاكاديمية والمهنية لهم، وتقديم الخدمات المساندة لمساعدة المواهب الراغبين في ان يصبحوا أكثر استنارة واكتشاف أهدافهم الحياتية من خلال تعزيز تحصيل الطلاب وتقديم المساعدة في المجال الأكاديمي والوظيفي والمجالات الشخصية / الاجتماعية. وتقديم المساعدة الاستشارية الجماعية التي تغطي مجموعة متنوعة من المواضيع يمثل الطلبة الموهوبون تحديا فريدا للآباء والأمهات بسبب تطورهم غير المتزامن وكثافتهم حول مواضيع مختلفة. وقد يكون من الصعب على الآباء تحليل خصائص الموهوبين، من المعالم التنموية وهنا يظهر دور الارشاد المتخصص لمساعدة الموهوبين واسرهم على تخطي الصعاب. عند تقديم الخدمات الارشادية للموهوبين علينا كخبراء الوعي الكامل تجاه ما نقوم به فقد يكون الطلاب الموهوبون والاستثنائيون عرضة لخطر التشخيص الخاطئ.
الى ذلك تتعدد البرامج الإرشادية التعليمية التي تسهم في الوقاية من التعرض للمشكلات عند الطلبة الموهوبين، فهناك برامج مراجعة السير الذاتية للقادة والعلماء والأدباء الذين ساهموا في تقدم البشرية، وبرامج استعراض قصص وروايات، أبطالها موهوبون ذوو إنجازات إيجابية متميزة للبشرية. وغيرها من البرامج التعلمية الارشادية الهادفة لتحقيق التوازن الانفعالي لدى الموهوبين.
إن برامج إرشاد الطلبة الموهوبين والمتفوقين سينعكس بآثاره الإيجابية لا على الطلبة وحسب، بل على المجتمع ككل وستكون لهذه الانعكاسات الإيجابية أثارها المستقبلية الطيبة على التقدم والتطور في مختلف المجالات لذلك يجب تقدم من الخبراء والمتخصصين وان تنسجم مع البرامج الأخرى المقدمة لهم وان تقوم على بيانات ومعلومات دقيقة يتم جمعها عنة الموهوبين بسرية تامه.
الى ذلك فقد خطت المملكة العربية السعودية خطوات رائعة وغير مسبوقة في رعاية المواهب بتوجيهات سامية من ولاة الامر، وبمهنية عالية لمؤسسات رعاية الموهوبين في المملكة لتحقيق بذلك إنجازات غير مسبوقة اقليما وعالمياً، لم يكن هذا وليد الصدفة بك بتخطيط واقعي ومدروس من مؤسسات رعاية الموهبة وعلى راسها ” موهبة” التي أصبحت معلماً ومنبراً متخصصاً لدعم ورعاية المواهب الطلابية بالمملكة في مختلف المجالات بما تقدمة من برامج متنوعة وحيوية، ومنها برامج متخصصة ارشاد وتوجيه الموهوبين بالشراكة مع وزارة التعليم.
وفي الختام أن الموهبة تؤثر في النمو النفسي للطفل وفى سعادته من خلال العلاقات بين خصائص ومظاهر الموهبة وإلى أي مدي أشبعت حاجاته الأساسية فالموهوبون فئة خاصة تحتاج لرعاية خاصة تمكنهم من تنمية طاقاتهم، ومواهبهم إلى أقصي حد ممكن وفقاً لخصائص ومشكلاتهم وحاجاتهم المختلفة، وكما يقوم على تدريس الطلبة الموهوبين معلمين مؤهلين، يجب أيضاً انتقاء مرشدين يتميزون بالخبرة في مجال الإرشاد ومعرفة بخصائص الطلبة الموهوبين وبحاجاتهم الانفعالية والاجتماعية لفهم طبيعتهم المعقدة والمختلفة ، ومساعدتهم على تجاوز مشاكلهم التربوية والانفعالية والاجتماعية.
* مستشار رئيس جامعة المعرفة