لم يعلم الوكيل رقيب الذي يعمل في الدوريات الأمنية في محافظة الأحساء الشهيد بإذن الله تعالى (فهد الكليب ) أن خروجه يوم الجمعة المنصرم بعد صلاة العصر من منزل زوجته وأولاده الثلاثة أنه آخر يوم يلتقي بهم في الحياة الدنيا، وأن القدر ينتظره بعد موقفه الإنساني في قطع الشارع من أجل مساعدة أسرة لعبور الشارع؛ لينتقل إلى جوار ربه بعد أن تعرض للدهس من سائق متهور، وهو على رأس العمل في خدمة دينه ومليكه ووطنه!
ولم يستغرب الجميع موقف سمو نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير المحبوب أحمد بن فهد بن سلمان -حفظه الله- في تسمية اسم شارع في محافظة الأحساء باسمه تخليدًا لاسمه وعمله الإنساني غير المستغرب على ابن من ابناء الوطن!
ولم يغب عن ذهن الجميع في المملكة عامة والمنطقة الشرقية خاصة قيام سمو أمير محافظة الأحساء الأمير سعود بن طلال بن بدر بالقيام بنفسه بواجب التعزية لأسرته وإخوته وأبناء عمومته وزملائه في مجلس العزاء.
هذا المواطن الذي قضى في خدمته العسكرية أكثر من ١٧ عامًا في العمل بالأمن العام في الدوريات الأمنية بحسب وسائل الإعلام كان مثالًا لزملائه في الانضباط والوفاء والمهنية، والعمل بكل ما أوتي من جهد في خدمة الوطن والمواطن!
وأملنا كبير في مقام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالتوجيه للجهات المعنية بإهداء منزل لأسرته كون غيابه سوف يترك فراغًا كبيرًا، ولكن يكفي أنه لقى حتفه في ميدان العمل والعز والبطولة كونه مواطنًا يدين بالولاء والمحبة، وتنفيذ أوامر القيادات الأمنية لخدمة الوطن والمواطن، وتسخير كل وقته وجهده لكي يرد الدين لوطنه وهذه -بإذن الله- تعالى أخلاقيات الشعب السعودي العظيم الذي لن يتنازل عن حب قيادته والوفاء مع أبناء الوطن والمقيمين على تراب أرض الحرمين الشريفين أرض الرسالات، ومهد الحضارات.
ابن الوطن الكليب قد يكون رحل روحًا إلى ربه في جنات النعيم – بإذن الله تعالى-، ولكن سوف يظل اسمه محفورًا في ذاكرة كل مسؤول ومواطنًا صغيرًا كان أو كبيرًا؛ لأن الإنسان أفعاله هي الدليل القاطع على صدق مشاعره ونبع وفائه للأرض التي أنجبت أجيالًا من الأوفياء مع أرضهم وقادتهم، وكل محب لوطن العز والشموخ!
بقدر حزننا على هذا الرحيل المر للمواطن الوفي ( الكليب) لكن الناس شهداء الله في أرضه، والجميع من زملائه وإخوانه وجيرانه وكل من عرفه شهد له بالصدق والأمانة والإخلاص، وحب الله تعالى ورسوله تقبله الله تعالى في درجات الشهداء مع الأنبياء والمرسلين والصديقين والصالحين، وسيبقى الراحل في قلوبنا ولا حول ولا قوه إلا بالله.
0