من العلاجات المقترحة في كتاب إبعاد شبح الخوف عن بيئة العمل،
وهي مشاركة المدراء المعلومات مع الموظفين في بعض الأمور بدلًا من حجبها، وتلك المعلومات بلا شك تخص بيئة عمل المؤسسة سواء كانت قرارات توجهات سياسات إستراتيجيات اهداف.
تهدف مشاركة المعلومات حتى يشعر الموظف أنه في أمان وموظف مقدر ومهم وعنصر أساسي لا على الهامش في مؤسسته التي ينبغي أن يفتخر بها مع درجة مرضية من الولاء الوظيفي.
نتكلم هنا عن المعلومات العادية التي تهم العامة من الموظفين، وليست المعلومات ذات طبيعة خاصة أو سرية.
تئن بعض المعلومات العادية أيا كانت صورها من صعوبة وصولها وانتقالها السلس من رأس الهرم إلى المستويات الوظيفية الدنيا.
يتطلب مشاركة المعلومات سهولة وصولها للموظفين كل في مجاله حسب الموضوع والفكرة لإبداء الرأي حولها ومناقشتها وأخذ الآراء والتغذية الراجعة بجدية ودراستها ومعرفة جهات النظر والاهتمام بما يبديه الموظفون سواء باعتراض أو انتقاد أو تحفظ أو موافقة أو موافقة مع تعديل أو إلغاء وكله تحت المجهر.
مشاركة المعلومات مهمة وخاصة عند مشاركة بعض القرارات في مرحلة الصياغة والتحضير لتسهل على صاحب القرار معرفة مصير تلك القرارات إن صدرت والتنبؤ المستقبلي بنتائج القرارات وردود الأفعال مع وضوح المعلومات وسهولة الفهم والاستيعاب لها وحسن الأداء المتوقع بدلًا من التخبطات كل يفتي من هنا وهنا ويطبق هنا بطريقة وهناك في مكان ونفس القرار ولكن بطريقة أخرى والسبب خلل في مرحلة صياغة ومشاركة المعلومات الخاصة بالقرارات قبل صدورها مما فتح بابًا للاجتهادات لا تنتهي ومجالًا رحبًا للأخطاء التي تصل إلى السذاجة وبعضها إلى الفداحة.
لماذا بالأصل تكون هناك فجوة بين متخذ قرار ومستقبل القرار وخاصة عندما تتفحص وتتابع عملية سبر الاتصالات الأفقية والعمودية ترى العجب العجاب، حواجز مصطنعة تعرق الوصول الصحيح للمعلومات صعودًا ونزولًا والتحفظ المبالغ فيه على معلومات عادية وصبغتها بالسرية وهي أقل من عادية، ويا حظك السيئ لو كان من يفسر تلك المعلومات غير مختص وغير فاهم.
المعلومات التي تنزل في البراشوت فجاة على الموظفين، وترجع إلى مسؤولك المباشر ليشرح لك ما هو موجود ويصلك جوابه بسرعة أنا مثلك متفاجئ وما أعرف شيئًا، انتظرونا خلونا نسأل ونشوف ونعطيكم الأخبار والعلوم اليوم أو بعد كم يوم.
ليش توصل المعلومات للتنفيذ بدون ورش عمل مسبقة وسيناريوهات وتمارين لكيفية العمل بها والآليات والطرق والمنهج والمذكرات الإيضاحية والتفسيرية.
لماذا تتحول المكاتب إلى بيئة القيل والقال وشخصيات أبو العريف والمفتين المشكوك في فتاويهم، ومنهم من يتداول تلك المعلومات في جروبات وتساب الدوام لعله وعسى أن يجد ضالته في إجابة شافية ووافية عند أي حد.
نؤكد أن المعلومات نقطة مهمة جدًا؛ وخاصة عندما تكون متعلقة بالموظفين وسياسة جهة العمل ورؤيتها وأهدافها وخططها؛ فشاركوا موظفيكم وابتعدوا عنهم الخوف الوظيفي.