في البدء نبارك صدور الأمر الملكي الكريم القاضي بتعيين الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان وزيراً للتعليم، كما نقدم كامل التقدير لمعاليه؛ لما يحمل تاريخه من سيرة ذاتية راقية أهلته وبجدارة أن يكون ضمن قائمة أقوى الرؤساء التنفيذيين بالشرق الأوسط للعام 2021م في مجال القطاع الصناعي وعلى رأس هرم أنجح الشركات العالمية.. الشركة السعودية للصناعات الأساسية”سابك ” وقبل ذلك تسنمه مناصب قيادية في عدة شركات صناعية سعودية داخل المملكة وخارجها. وهو بكل تأكيد رجل مناسب للمرحلة التعليمية القادمة والتي من المتوقع أن تكون مفصلية في تاريخ الوزارة ! وما ظهر به من روح التفاؤل والتي بدأت على محياه ومن خلال كلماته المختصرة بتويتر حيث قال معاليه:”أشيد بالدعم الذي يلقاه القطاع؛ للمضي قدماً في مسيرة التنمية، وأعرب عن ثقتي في زملائي وزميلاتي منسوبي ومنسوبات التعليم؛ لتحقيق التطلعات والنجاحات”.
والحقيقة أن هذه الوزارة العريقة تتطلع للمزيد من الإجراءات الإدارية والتنظيمات الفنية بعد عقود طويلة من التأسيس؛ استكمالاً لجهود الوزراء السابقين..وقد يكون من حسن الحظ لمعالي الوزير أنه سيبدأ من حيث انتهى إليه الآخرون من إنجازات سابقة_ولله الحمد_وبدعم وتوجيه من القيادة الرشيدة عبر تطوير منظومة التعليم وفق رؤية المملكة 2030، واستحداث أسلوب التعليم عن بعد أثناء تجاوز الظرف الصحي فايروس كوفيد 19 بإنشاء المنصة المدرسية وما تحتويه من مزايا جمة تخدم العملية التعليمية من مرونة الحصول على المعلومة، وتنوع مصادر المعرفة، وتمكين المعلمين كافة من إنشاء فصول افتراضية غير خاضعة للمكان والوقت، وإشراك المتعلمين في المحتوى، وغيرها من المزايا، ومن تطوير المناهج والخطط الدراسية، والمشاركات البارزة في المسابقات العالمية للطلاب والطالبات، إضافة إلى تحقيق الجامعات السعودية المراكز المتقدمة في التصنيفات الدولية المعتمدة.
إن من المأمول من معالي الوزير وتحديداً هنا في مجال هام من مجالات التعليم وهو مجال الإدارة المدرسية بث المزيد من الفعالية للإدارة الدنيا “إدارة المدرسة” من تمكين واسع، وصلاحيات قوية، إضافة إلى توفير كادر متميز من شاغلي الوظائف التعليمية يتناسب وطبيعة المرحلة الحالية، وكادر إداري من موظفين على مستوى عالٍ. فالمدرسة وبلا شك هي الملتقى الدائم والمحصلة النهائية لرؤية الإدارة العليا “الوزارة” وعبر الإدارة الوسطى “إدارة التعليم” وتطلعاتها الطموحة من خطط دراسية، وبرامج تعليمية، ومناشط صفية ولاصفية، ومن المأمول أيضاً إعطاء المزايا المحفزة للمعلمين من تخفيض النصاب للمعلم الأول بقدر مناسب، ومن حوافز مادية ومعنوية، ومن خدمات صحية، ومن بيئة مدرسية جاذبة، وغيره من تمنيات ممكنة.
يا معالي الوزير نجاحك في شركة صناعية تحترم الوقت وتحافظ عليه، وتضع الإنجاز نصب عينيها، وتعتمد على أرقام قياسية، وبيانات ضخمة غايتها الاستثمار المادي الأمثل، مع تحقيق النزاهة والامتثال والصدارة؛ يعطينا التفاؤل والرجاء والشغف بثقافة جديدة جديرة تأخذ بآمال جميع منسوبي ومنسوبات التعليم الى آفاق مستقبلية في العلم والعمل، وباستثمار العقول البشرية الوطنية لأبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات. هذا بعد أن أرسيت فينا مبدأ الثقة، وبعد أن بعثتَ لنا الابتسامة الصادقة، ونحن جميعاً على الموعد وعلى قدر كبير من المسؤولية بإذن الله تعالى. وكم نحن نحتاج مجدداً إلى رجل ناجح لايعرف غير لغة النجاح، ويقودنا في ميدان العلم والمعرفة؛ لينطلق بنا إلى المنصات الدولية ويجعلنا في مصاف الدول المتقدمة فنحن _ بفضل الله تعالى _ لا تنقصنا الإمكانيات البشرية_ ولا حتى المادية في ظل دعم القيادة الرشيدة_وفقها الله_ لنكون نموذجاً متميزاً يسمو في العلياء ويُحتذى به بين الأمم قاطبة في العلم والتطور والريادة.
كل الدعوات الصادقة لوزيرنا القدير بالتوفيق والسداد في مشواره التعليمي الطموح في ظلال هذا الوطن المعطاء.
نسأل الله أن ينفع به ويعينه على هذه المسؤولية الكبيرة