في تطور لافت وخطير الرئيس الروسي بوتين يصرح بأن الغرب تجاوز كل الحدود، ونحن قادرون على استخدام النووي.
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يصرح في السياق ذاته أننا سوف نستخدم كل أسلحتنا بما فيها الأسلحة النووية.
هذه التصريحات الروسية تعكس مدى المأزق الذي يمر به الجيش الأحمر وعدم قدرته على حسم المعركة مع أوكرانيا؛ حيث المعطيات على الأرض تؤشر ضعفًا واضحًا في أداء الجيش الروسي وتراجعه في عدة جبهات مما يُشير بوضوح أن روسيا في وضع حرج جدًا من الناحية العسكرية، وقد تلجأ إلى استخدام أسلحة تكتيكية محرمة دوليًا مما يعرضها إلى انتقادات عالمية، وقد تخسر دعمًا أو تعاطف الكثير من الدول، وقد تصدر إدانات ضدها من المنظمات الدولية مما يزيد من عزلتها عالميًا.
إن دخول روسيا في حرب شاملة ضد أوكرانيا كان خطأ استراتجيًا فادحًا؛ لأنها وقعت في الفخ المعد لها من الغرب بغية استنزاف قدراتها العسكرية والاقتصادية والمالية، وهو ما حصل بالفعل.
إن استمرار تدفق الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا رجح كفتها، وعزز من قدرتها على المطاولة والمقاومة والمناورة، وأدت إلى وقف تقدم الجيش الأحمر في عدة محاور من ساحة الحرب بينهما.
ردًا على الدعم الأمريكي والأوروبي إلى أوكرانيا، هددت روسيا باستخدام ملف الطاقة ضد أوروبا وإيقاف تصدير الغاز إليها، وهو ما حصل بالفعل إلا أن الأوروبيين لم يكترثوا كثيرًا على الرغم من الأزمة التى قد يسببها الحضر الروسي.
واستمرت الدول الأوروبية بتقديم كل أشكال الدعم إلى أوكرانيا.
إن أسطورة الجيش الأحمر بدأت بالتلاشي، وما عادت النظرة إلى هذا الجيش كما كانت قبل الحرب، وأثّر هذا كثيرًا على سمعة روسيا باعتبارها قوة عظمى تطمح إلى لعب الدور العالمي.
إن السلاح النووي منذ استخدامه ضد اليابان عام ١٩٤٥ لم يتم استخدامه مرة أخرى، وتحول إلى سلاح ردع، وأن تهديد روسيا باستخدام هذا السلاح يضع العالم أمام خيارات صعبة في التعامل مع الحرب الروسية _الأوكرانية، وكلما زاد المأزق الروسي في الحرب تقترب احتمالات استخدام النووي من قبل روسيا، وهو على الأرجح سوف يكون استخدام تكتيكي ميداني من أجل تحقيق حسم سريع للحرب من اجل إعادة الهيبة إلى روسيا، وجيشها الأحمر الذي عجز عن تحقيق أي انتصار فيها بل إن الرئيس الروسي دعى إلى التعبئة الجزئية، وهذا أيضًا يعد مؤشرًا خطيرًا كلما زاد الخناق على روسيا يصبح شبح الحرب النووية قريبًا، ويلوح في الأفق ويجب أخذ التهديدات الروسية على محمل الجد وعدم الاستهانة بها أو تجاهلها لتجنيب العالم الدخول في حرب نووية تهدد الوجود البشري.
باحث في الشأن السياسي