التنمر ليس مشكلة ثنائية بين المتنمر والضحية فقط؛ بل أنه سلوك مؤسف وغير ملائم في العلاقات الإنسانية، يحدث في سياق اجتماعي أيكولوجي مثل سياق الأسرة والمدرسة،والحي، والمجتمع، والنادي، والشارع.
وقد بدأت حالات التنمر بمجتمعنا في الانتشار كثيراً خصوصاً في مدارسنا، ويعود سبب ظهورها إلى ضعف دور الأسرة وعدم متابعة أبنائها سلوكياً، وتربوياً، والتأخر بتعديل السلوك السيء للطفل، بالإضافة إلى أن هنالك سبباً رئيساً ومهم بتحول الطالب إلى شخصية متنمرة، وهي قضاء كثير من وقته في متابعة الألعاب الإلكترونية العنيفة، سواء على أجهزة الحاسب الآلي أو الهاتف الذكي، التي تقوم فكرتها على القوة والقضاء على الخصوم لتحصيل أكثر النقاط للفوز في هذه اللعبة، وهذا بالتأكيد ينمي السلوك العدواني لديه، وتصبح هذه الشخصية عدوانية في طبيعتها، سواء في المدرسة أو في الحياة العامة والحياة الأسرية. ومن العوامل المؤدية للتنمر المدرسي الموقف السلبي تجاه الطفل من قبل الوالدين أو مقدمي الرعاية، والموقف المتسامح تجاه السلوك العدواني للطفل أو المراهق وأسلوب الأبوة السلطوية الذي يستخدم القوة والعنف للسيطرة على الطفل أو المراهق.
وهناك طرق عدة يستطيع الآباء والأمهات اتباعها لحماية الطفل من تعرضه للتنمر في مدرسته، نذكر منها: تثقيف الطفل وإشباعه وضرورة إلمامه بموضوع التنمر من كافة جوانبه. التحدث المتكرر والتواصل الدائم مع الطفل وعدم إهماله. مساعدة الطفل من قِبل الأهل لأن يصبح قدوة إيجابية يُحتذى بها مستقبلًا. ضرورة تعزيز ثقة الطفل بنفسه وهذا ضروري جدًّا بكل الأحوال وليس فقط في موضوع التنمر.
ومن الاستراتيجيات المهمة لمواجهة سلوك التنمر في المدارس هي: