قد يبدو العنوان مثيرًا بعض الشيء، ولكن من يُتابع الوضع العراقي عن كثب يعرف أن الوضع في العراق لا أحد يعرف إلى أين يتجه؟
المشهد معقد ومتشابك، وتتداخل فيه الإرادات الداخلية والخارجية في ظل انقسام داخلي بين المكونات بل الأخطر الانقسام داخل المكونات نفسها غياب أو تغيب الهوية الوطنية العراقية الجامعة، وترسيخ الهوايات الفرعية المذهبية والقومية، أضعف العراق كثيرًا وأحدث انقسامًا مجتمعيًا خطيرًا، وأصبح العراق بلا هوية تتصارع المكونات فيه على المكاسب والامتيازات والمصالح الضيقة، وانتقل هذا الصراع إلى داخل المكونات نفسها، ووصل الصراع إلى حد المواجهة المسلحة.
وأصبح جزءًا كبيرًا من الشعب العراقي ضحية هذه الصراعات التى ليس له فيها لا ناقة ولا جمل، وأجبر على تحمل تداعيات هذا الصراع على أمنه واستقراره ومستقبل أجياله يبدو أن لا قوى الداخل ولا قوى الخارج تريد استقرار هذا البلد، وتعمل على خلق أزمات متلاحقة تجعل هذا الشعب لا يلتقط أنفاسه بل المطلوب أن يعيش في دوامة من الأزمات تمنع توحده وتقدمه وبناء دولته التى تعمل على بناء البلد، والنهوض به من هذه المحن والفتن التى يمر بها.
بدأت الأزمة بعد ظهور نتائج الانتخابات؛ حيث أبدت القوى الخاسرة رفضها لها، وأبدت القوى الفائزة تمسكها بها وحسم الأمر من المحكمة الاتحادية العليا بعد ذلك توالت الأزمات بين من يريد الأغلبية السياسية، وبين من يتمسك بالمحاصصة، وظهر مفهوم الثلث المعطل الذي منع تحقيق نصاب انعقاد جسلة البرلمان، وحصل انسداد سياسي دفع بالسيد الصدر إلى دعوة أعضاء الكتلة الصدرية إلى تقديم استقالاتهم، وهو ماحصل بالفعل ونتيحة التصعيد الإعلامي بين طرفي التيار والإطار، ورغبة الأخير بانعقاد جلسة البرلمان بعد تقديم بدلاء لنواب التيار الصدري رفض الأخير انعقاد الجلسة، واستخدم جماهيره في الدخول إلى البرلمان ومحيطة ومنعه من مزاولة عمله قبل ذلك قدم الإطار التنسيقي مرشحه لرئاسة الوزراء محمد السوداني، وتم رفضه من التيار، وتصاعد التوتر والاحتقان إلى أن حصل التصادم المسلح في المنطقة الخضراء.
نرجع إلى العنوان الرئيسي العراق إلى أين؟!
السيناريو الأول: مضي الإطار التنسيقي في عملية تشكيل حكومة السوداني بالتحالف مع بعض الأطراف، واستبعاد التيار الصدري، وأعتقد هذا المسعي إن نفذ وتشكلت الحكومة سيتكرر سيناريو حكومة عادل عبد المهدي عام ٢٠١٩، ويتم إسقاطها بعد أشهر عن طريق التيار الصدري، ومن يتحالف معه من التشريين، وهنا يدخل العراق في نفق مظلم لا أحد يعرف مخرجاته.
السيناريو الثاني بقاء حكومة الكاظمي وإشرافها على إجراء انتخابات مبكرة، وهذا ما لايقبله صقور الإطار.
السيناريو الأسلم تغير مرشح الإطار بشخصية وسطية يتم الاتفاق عليها من قبل الإطار والتيار، والمضي بتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تتبنى إجراء انتخابات مبكرة وعودة البرلمان إلى الانعقاد وتعديل جزئي لقانوني الانتخابات والمفوضية بالاتفاق بين كل الأطراف.
غير هذا العراق ذاهب للمجهول، وسيبقى في دوامة الأزمات إلى ما لا نهاية.
*العراق.