لا يختلف اثنان أن المعلم الأول معلم البشرية كلها هو محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه؛ حيث أنقذنا ونقلنا من الجهل إلى العلم، ومن الظلام إلى النور.
فإذا كانت هذه رسالته (العلم)؛ فكيف بمن يحمل هذه الرسالة، إنه المعلم. المعلم أيها الأحبة الذي أفنى عمره أولًا في طلب العلم لكي يكون معلمًا ناجحًا. ثم أفنى بقية عمره في تعليم أبناء الناس الخير.
كلنا يعلم أن كل واحد منا قد تتلمذ على يد معلم أو معلمين منذ دخوله المدرسة حتى حصوله على أعلى مراتب العلم.
أليس هو صاحب السبق في تعليمنا وتهذيبنا وتربيتنا وهدايتنا إلى الطريق السوي والنهج السليم والإصرار والطموح؟!
أليس هو الذي تخرج من على يديه عباقرة الطب والهندسة والفلسفة والاجتماع والموهوبين، وغيرها من أصناف الفنون والمعرفة.
أليس هو من علمني حرفًا؟ أليس له الحق بأن أكون له عبدًا (من علمني حرفًا كنت له عبدًا).
أليس هو من يحترق لكي يضيء لطلابه أنوار الطرق، وليس نور طريق واحد. أليس له الحق بأن نقوم له ونوفيه التبجيل، وهو الذي كاد أن يكون رسولًا.
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولًا
إلى متى وهذا المعلم في آخر اهتماماتنا، وآخر من نقوم له ونقدره، وآخر من نحترمه ونجله ونشكره.
والله إنه ليستحق كل شيء جميل منا ليس في يوم المعلم فحسب، وإنما كل يوم وساعة، ولقد أثبتت التجارب متابعته لتلاميذه وطلابه عن بُعد، وأنه الرجل الذي يجب أن يكون عند حسن الظن؛ لأنه تحمل المسؤولية.
كل ذلك وهو لا يبتغي إلا وجه الله، وتعليم أبناء الناس الخير، والمعرفة والتربية الحسنة.
فانعم بك أيها المعلم فأنت القدوة، وأنت النبراس الذي يُستضاء به في كل زمان ومكان، ويندرج هذا الوصف الجميل على أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا من المعلمات الفضليات المتميزات.
فاللهم يا الله اجزي هذا المعلم وهذه المعلمة كل خير، وأطل في أعمارهم وارزقهم بكل حرف وكلمة وجملة ونصيحة ودرس ألف حسنة، وارزقهم الجنة، واحشرهم مع معلم البشرية في الفردوس الأعلى، إنك سميع مجيب.
*محبك/ المعلم المتقاعد في يوم المعلم