عندما تكون شخصًا متطوعًا فهذا يسمو بفكرك وكيانك وروحك، وحينما يكون الإنسان متطوعًا في مجتمعه يصبح مفيدًا ومعطاءً لبلده؛ فإن ذلك يجعله إنسانًا ذا قيمة، أكثر أمر يدهشني في مسألة التطوع والعطاء هو شعورك بالسعادة والرضى؛ لأنك تطوعت وفعلت أمرًا مميزًا قد يظن البعض أن السعادة في الأخذ لكن السعادة الفعلية هي في العطاء، التطوع أمر قد يغفل عنه الكثير، ومع ذلك فهنالك أصول وفروع وبعض الأخوات الفاضلات يغفلن عن الأصول بالفروع أو يتركن الأصول ليؤدوا الفروع، وهذه معضلة يقع فيها الكثير للأسف، يجب أن ندرك ما علينا في هذا المجتمع لبناء جيل واعٍ، والسؤال هل من المنطق أن تترك المرأة بناء وتأسيس أسرتها لقيامها بأمور التطوع، هي تمامًا كمن تسهر في قيام الليل وتنام عن صلاة الفجر، إنها تنوي الخير لكنها لم تفرق بين الفروع والأصول؛ فقصرت بالأصول لفعل الفروع والأمثلة كثيرة على ذلك، وهذا لا يعني أنها على خطأ فطالما أنها تفعل الخير فهي في الطريق الصحيح.
أتحدث دائمًا عن المرأة لأنني أؤمن أن بناء الأسرة ووضع اللبنة الأولى هي مهمتها في المقام الأول، الأم هي من تزرع كل الصفات الحميدة في أطفالها؛ لأنها وببساطة ملازمة لطفلها منذ الولادة حتى يبدأ في الاعتماد على نفسه وحين يكبر قليلًا يصبح صديقًا لأبيه فيبدأ واجب الأب في تكملة مسيرتها لبناء جيل واعٍ وناضج؛ حيث خلقنا الله متكاملين وكل له مهامه وأدواره لحكمته العظيمة.
وأوجه تحية هنا لكل السيدات اللواتي يحاولن جاهدات ويعملن ليوفرن حياة مريحة وهنية لأبنائهم، ولا توجد قاعدة لهذا الأمر أنتِ من تحددين الأصول والفروع لحياتك؛ لأن حياة كل امرأة مختلفة عن الأخرى وهذا طبيعي؛ فالأصل عندي يختلف عن الأصل عندك، لكن وجب علينا الإدراك والوعي والتفريق بينهما، أنا واثقة إن عرفت كل امرأة منا أصولها التي وجبت عليها لن نقع في الكثير من المشاكل، وأتمنى أن أكون قد أوضحت الفكرة التي وجب علي إيضاحها، لا تهملي الأصول لتأدية الفروع حتى تصلي للهدف الذي تطمحين الوصول له ..
0