في ساعات الصباح الأولى، وفي غمرة الفرح بيوم المعلم الذي يوافق 5 أكتوبر همس لي ذلك الرجل الطيب في أذني بصوته الخافت الذي قلّ ما تسمعه وبعاميته: (روح وقف مع المعلمين عشان ناخذ بروفة للصورة الرئيسية ليوم المعلم) فكانت تلك آخر كلماته التي سمعتها منه قبل أن يصيبني حديث مديرنا الفاضل بأن أبا إسماعيل تعرض لجلطة بعد الدوام، وذلك بعد سؤالي عنه إن كان قد وصل للدوام مبكرًا كعادته، لكي ننهي بعض التفاصيل الصغيرة والخاصة بصدور المواد الإعلامية بمناسبتنا الأنف ذكرها.
حاولنا جاهدين وتمنينا زيارته والاطمئنان عليه فكان الموت أسرع من أمانينا، كان القدر المحتوم سريعًا لم يمهلنا من استيعاب خبر سقوطه حتى صُعقنا بخبر وفاته جراء الجلطة التي كانت سببًا في وفاته لا أكثر
من لا يعرف الأستاذ الفاضل المربي القدير محمد عسيري صديقنا في مدرسة الأمير سعود الفيصل الذي يقابلك من بعيد بابتسامة تمتلئ بالطيبة والتفاؤل رغم ما لديه من المشاغل والضغوطات إلا أنك تشعر به ينقلك من عالم السوداوية لعالم البهجة والسرور.
رجلٌ أبكى رحيله طلابه قبل المعلمين، والذي كان يحنو عليهم كأبنائه ويوكل لهم المهام الجسام فلا يتوانون عن تنفيذها والقيام بها على خير وجه، وما جهوده المبذولة والمشاهدة للعيان إلا خير دليل على إخلاصه واجتهاده المتفاني.
رحم الله أبا إسماعيل رحمة الأبرار وأسكنه فسيح الجنان، وجعل ما أصابه تخفيفًا وتكفيرًا، وعوّض أهله بالخير، وألهمهم الصبر والسلوان
0