حتى لا تكون المُدن التي نُحِبها ونعيش فيها بِدائية التنظيم والحياة فيها مُتعِبة، لا بد أن تعمل الجهات المعنية بالتطوير العمراني لتكون من المُدن المُستدامة الأقرب لقلوب ونفوس السكان والزائرين وحتى تجعلهم أكثر رِضًا وسعادة، وبطبيعة الحال لا يسعد الناس ويرضون فقط برؤية المشروعات تظهر في مدينتهم بين الحِين والآخر، بل بتوافر مؤشرات السعادة والرِضا فيها.. ومن أجل توافر هذه المؤشرات لا بد من تحقيق أهم (7) معايير تخطيطية للمدن المُستدامة:
١- اعتماد مخطط شامل وهيكلي للمدينة يُقدم الحلول التنظيمية والمعالِجة لمجالات العمران والبُنية التحتية والبيئة والإسكان والنقل العام والاقتصاد واستخدامات الطاقة..، وكذلك العمل على تأسيس “مركز حضري” حسب المعايير العالمية يقوم الخُبراء فيه بتقييم إستراتيجيات التنمية الحضرية ومناقشة الأُطروحات والمشاريع الكُبرى المستحدثة لتقديم أفضل التوصيات.
٢- توافُر البُنية التحتية والفوقية والذكية للخدمات والمرافق المناسبة للأعداد المُستهدفة للسكان والزوار.
٣- توافُر متنزهات وطنية كُبرى يلجأ إليها السكان والزوار للتقارب مع الطبيعة، وتكون مُتنفسًا يوميًا مُيسر استخدامه لكل الفِئات المجتمعية.
٤- تبني منهجية “الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة” (LEED)، وهو النظام المعترف به دوليًا كمقياس لتصميم وإنشاء وتشغيل المباني عالية الأداء والصديقة للبيئة.
٥- تحقيق منهجية “الأنسنة” بتحقيق المعيار الإنساني للسكن والترفيه والحركة في المدينة، وتوفير ممرات المُشاة بكل أنحاء المدينة وبنظام الفصل الكامل عن حركة المركبات، والمُنفذة بمعايير الجودة المُشجعة على استخدامها.
٦- توافُر النقل العام المُيسر بوسائله المتعددة (الحافلات المُترددة/ المترو)، للتخفيف من استخدام المركبات الخاصة المُسببة للاحتباس الحراري، ومن أجل الحد من التأثير البيئي الناجم عن النقل الخاص في المناطق الحضرية.
٧- المُحافظة على الهوية العمرانية والتراثية للمدينة، والتوافق المُجتمعي على تحديد الهوّية البصرية و”بصمة المدينة المُمَيزة” التي تنطلق منها مشروعات التطوير والاستثمار المناسبة محليًا للسكان والزوار، والمتكاملة مع المُدن المُحيطة على المستويين الإقليمي والوطني.
وعندما نُحقق هذه المعايير السبعة أو أغلبها على الأقل، نستطيع القول: إننا في الطريق الصحيح لزيادة نسبة الرِضا والسعادة للسكان والزائرين، وأننا نعمل بتفانٍ وجِديّة نحو ارتقاء قائمة المُدن الأكثر سعادة ونجاح.
خبير التخطيط العمراني والإقليمي/ م.مستشار جمال بن يوسف شقدار