دردشتنا معكم خواطرنا مع كتاب إبعاد شبح الخوف عن بيئة العمل، ونصل اليوم إلى مقترح جدًا للأمان الوظيفي، وهي استخدام السلطة الوظيفية في بيئة العمل بالشكل الصحيح والأمين؛ ليعم الأمان الوظيفي .
السلطة أمانة ومسؤولية وتكليف ومتابعة وكثرة التزامات وحمل هموم، ومراعاة حقوق وأداء واجبات وإتقان خدمات، ولا مجال فيها للتقصير والتهميش والتطنيش، والتسويف والتضييع والتأجيل.
السلطة تعني محاسبتك أنت لنفسك أولًا قبل أن يحاسبك مسؤول، السلطة تعني أن تخاف من رب البشر قبل أن تخاف بشرًا، السلطة تعني الضمير الحي واليقظ والنبهان والقوي لا يخاف في الله لومة لائم، وليس ضميرًا متقلبًا صعودًا وهبوطًا مرة صاحي ومرة نايم ومرة ميت ومرة حسب الظروف والوقائع .
السلطة تعني لا تجلد الضعيف من خطأ بسيط، وترحم القوي والقريب وصاحب المصلحة، ولو ارتكب خطأً فادحًا شنيعًا، السلطة تعني كل سواسية أمام القانون وليست محاباة وأعذار وتبريرات لفئات يفترض أن يشملهم القانون وغير محصنين منه، السلطة ليست مسطرة على العادي يمشي بنظام ولا يحيد عن الخط المستقيم أما غير العادي؛ فله الحرية في أن يسطر حسب ما يهوى وما يشاء.
السلطة ليست مرتبطة بعقد عمل تنتهي بانتهائه بل حقوق ومظالم تلاحق صاحبها دنيا وآخرة إن قصر فيها أو تلاعب أو انتهكها .
السلطة إما تزيد رصيدك من الحسنات بإخلاصك العمل وأخلاقك الراقية مع العاملين والبشر، وإما تثقل ميزانك بجبال من السيئات تنسيك في لحظة لذة النعيم الذي كنت فيه.
من بيده السلطة اجعل الأمان الوظيفي غاية تسعد به موظفيك، واجعل سلطتك تنزع الخوف منه انتزاعًا، وتعلقهم بعملهم تعلقًا وثيقًا غليظًا فكل منكما مستفيد.
الكاتب د.جمال محمد النقبي