دردشتنا مستمرة معكم عن خواطرنا مع كتاب “إبعاد شبح الخوف عن بيئة العمل”، ونصل اليوم إلى الحلقة العاشرة ومقترح جديد يضاف إلى الأمان الوظيفي، وهو الاعتراف بوجود شيء ليس بسيطًا في بيئة العمل سواء كان خطأ فادحًا أو تقصيرًا متواصلًا أو انحرافًا واضحًا أو مشكلة جسيمة أو إهمالًا متعمدًا، وعدم المكابرة في كل الصور السابقة الضارة بالأمان الوظيفي أو التخفي أو إخفاء الملاحظات أو التصغير منها أو تصفيرها؛ وكأنها لم تكن وهي موجودة فعلًا أو التقليل من أهميتها، وياليت يقف الموضوع عند تلك الأمثلة المذكورة وحسب بل يتعداها إلى اتهامات كيدية أو تخوين لأصحاب الحقوق أو الكيل بمكيالين لمن نطق أو ينطق أو سينطق حقًا بأن هناك حقًا يهضم وكرامة تخصم، وفجوة تزيد وتكبر، وسعادة تداس وتهرس.
أول علاج وأهم علاج وأنجع علاج للخوف الوظيفي هو الاتفاق على الاعتراف بالخطأ بالتشخيص الصحيح والسليم البعيد عن المحاباة، والتطبيل والمساومة في المصالح وتبادل المنافع.
التشخيص الإيجابي هو دراسة الأمور السلبية والثغرات بالتفصيل الممل والإحاطة بجميع جوانبها وإيجاد الحلول الواقعية المدروسة الصادقة التي أدت إلى الخوف الوظيفي وفقدان الأمان أو تضعيفه، وعرضها بحيادية وشفافية ونزاهة على المختصين والمسؤولين كما هي في أرقامها وتحليلاتها ومؤشراتها ودلالاتها بعيدًا عن البهارات الضارة والمقبلات التي لا تسمن ولا تغني من جوع أو المجاملات المستهلكة، وبشرط حوكمي أن تعرض بطريقة حوكمة أمينة، وليست بطريقة خبيثة تجعل بوصلة المسؤول تتجه نحو تكريس الخوف الوظيفي بدلًا من إحياء الأمان الوظيفي، والحفاظ على ديمومته وتعزيزه المستمر، فطريقة العرض على المسؤول غاية في الأهمية لا تهاون ولا تساهل؛ لأنه في تلك الحالة سيتخذ قرارًا أو قرارات بناء على معطيات غير صحيحة ومعلومات غير دقيقة ونتائج مضروبة وتوصيات ملعوب فيها.