منذ مدة ونحن نشاهد في كل مكان، في اللوحات الإعلانية في الطرقات، وفي الوسائل الإعلامية، والتواصلية، إعلان”خلك قريب”، فكان هذا الإعلان تشويقي، وغامض، وكان يردد خلك قريب فقط، دون شرح وتوضيح للمقصود منه.
ثم بعد فترة أعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ممثلة في نبراس (المشروع الوطني للوقاية من المخدرات) بالمملكة العربية السعودية، بأن إعلان “خلك قريب” يتعلق بمشروع نبراس، التابع للجنة الوطنية، ويهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الترابط الأسري لحماية الأبناء من الوقوع في المخدرات وتعزيز المسؤولية والإرشاد من قبل الأسرة، وذلك من خلال المواد الإعلامية التي تبرز أثر التفكك الأسري، وغياب متابعة العائلة لسلوك الأبناء وانحرافهم إلى الطرق الملتوية التي تجرفهم نحو التعاطي والإدمان، كما تشدد على أهمية الترابط الأسري والاحتواء كعامل أساسي لوقاية الأبناء وحمايتهم من المخدرات.
وأعتقد أن رسائل “خلك قريب” المخصصة لتوعية أفراد المجتمع من المخدرات، ورغم أهمية تلك الرسائل، لكنها لا ترسل لمشتركي شركة موبايلي ولا لشركة زين للاتصالات، ولأني مشترك في شركات الاتصالات الثلاث، (شركة الإتصالات السعودية، شركة موبايلي، شركة زين) ولدي أرقام هاتفية منها، فقد لاحظت أن تلك الرسائل لا تأتيني إلا على رقم هاتف شركة STC فقط، ولا أعلم إن كان يحدث ذلك معي أم مع الجميع.
وإن كانت لا ترسل رسائل التوعية الوقائية من نبراس لمكافحة المخدرات، سوى لمشتركي شركة الاتصالات السعودية STC فإن ذلك معناه أن مشروع التوعية لم يستهدف جميع شرائح المجتمع لأن البعض منهم مشتركين في شركات الاتصالات الأخرى (موبايلي، زين وغيرها).
ولأن رسائل التوعية ضد المخدرات تعتبر رسائل وقائية وهادفة وعلاجية، فقد استفاد أفراد المجتمع من ذلك سابقاً قبل عشرات السنين، فبعد أن قدم سعادة الدكتور سعود بن صالح المصيبيح، برنامجه التلفازي في القناة السعودية الأولى، ذلك البرنامج التوعوي الهادف عن المخدرات، لاحظ منسوبو مستشفيات الأمل في السعودية زيادة في تدفق أعداد المراجعين للمستشفيات بمفردهم، أو بمعية أسرهم، وذلك بفضل الله ثم بفضل ذلك البرنامج الذي نشر الوعي نحو العلاج من المخدرات في أوساط أسر متعاطي ومدمني المخدرات، والمجتمع بأسره، وكذلك مثله الدكتور سامي المحمود، الذي قدم العديد من البرامج المتلفزة والقصص الواقعية عن المخدرات وأضرارها وأسبابها.
واليوم تعود “نبراس” ببرنامج توعوي لمكافحة المخدرات من خلال حملة “خلك قريب” لتبث رسائل نصية توعوية عبر الوسائل الإعلامية والتواصلية، وذلك بهدف تحذير ووقاية أفراد المجتمع من المخدرات، فكم من غافل عن أسباب تعاطي المخدرات وأضرارها، بفضل الله ثم بفضل هذه البرامج التوعوية التي كانت بمثابة وقاية للبعض، وإرشاد للبعض للجوء إلى المصحات العلاجية طلباً للإستشفاء .
وقد وصلتني من نبراس من حملة خلك قريب، عبر جوالي من شركة (STC) رسالتين هادفتين، هي:
الرسالة الأولى:
“متوسط سن بدء تعاطي المخدرات هو من 13 إلى 18 سنة، لذا #خلك_قريب من أبنائك ونبهم بخطورة تجربة أي شيء غير معروف.
مع تحيات: نبراس”
الرسالة الثانية:
تفاعل مع أبنائك وبناتك، عزز ثقتهم في أنفسهم، وأوجد لهم بيئة اجتماعية آمنة.. لتحميهم من الوقوع في آفة المخدرات و #خلك-قريب.
لكن المدة المحددة لحملة “خلك قريب” هي (١٥) يوماً بدءًا من (٨) أكتوبر ٢٠٢٢م، هي مدة غير كافية لتحقيق التوعية التي تكفل تعزيز حماية الأبناء وتحفظ مستقبلهم، لذلك من الأفضل استمرار حملة “خلك قريب” بشكل دوري، دون توقف، لأن الاستمرارية في التوعية بأسباب وأضرار المخدرات، تعتبر بمثابة منبه مستمر كلما دخل أفراد المجتمع في غفوة، دق هذا المنبه لإعادة إيقاظ أفراد المجتمع من غفوتهم ليكونوا في يقظة دائمة، وحذر من مخاطر المخدرات.
مستشار أسري واجتماعي
بمستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة
عبدالرحمن حسن جان
ماجستير خدمة اجتماعية
للتواصل مع الكاتب
Abdulrahmanhjan@gmail.com
