المقالات

للدلال لا للاعتلال

من مبدأ أن الاطفال هم أغلى وأثمن ما في الوجود بالنسبة لذويهم، ومن منطلق العمل على تربيتهم وفق ظروف أفضل من التي عاشها الأهل ودوافع أخرى متعددة قد يلجأ إليها بعض الآباء إلى المبالغة في تدليل أطفالهم، وتسخير جميع مقدراتهم وإمكانياتهم لتوفير ما يتحقق بناءً على رغباتهم وأهدافهم، وفي الحقيقة أن هذه المسألة بديهية وواجبة على الوالدين تجاه ابنهم، ولكن عندما يتجاوز المسافات والحدود المألوفة، ويصبح جرّاء هذا “التدليل المفرط” على حساب حاجات الطفل الفعلية أو على حساب مستقبله أو على حساب راحة الوالدين أو على حساب بعض الأطفال الآخرين مثل الأشقّاء عندها ستتشكل نتائج عكسية قد لا يُحمد عقباها قد يُدركون بعض الآباء لِما يعيشه في عمل طويل أو كثرة السفر؛ نظرًا لانشغاله وانغماسه في تعدد مهام وأعمال الحياة؛ فيبدأ بالاستعاضة عن هذا في كثرة التدليل اللامحدود، وقد يصل بالأمر أن يكون خارج إرادته في الانضباط بالعطاء. أيها المربون: كيف ترجون من ذلك الطفل أن يكابد في مشقات الحياة ومرارتها وأن يسارع في مجرى تغيراتها ؟ أن يركض خلف طموحاته وآماله؟ أن يكون ذلك الأب القائد الذي يمتثل بأمه وأبيه كقدوة حسنة في شؤون إدارة بيته وتربية أولاده، أن يكون ذلك الرجل المنضبط في عمله وعلاقاته وهو قبل أن ينطق بسابق طلب أتاه! ليس من الضروري ان يكون كما تريدون ولكن في أقل الأمر أن يكون صلبًا قويًا لا هشًّا يتجرّع عند أدنى سقطة أو هفوة ورّثوا لهم جذور القيم والمبادئ الصحيحة القويمة؛ فهم لن يتضرّعوا جوعًا في فقدان الأشياء المادية الملموسة بقدر الأشياء المعنوية والمشاعرية التي تمتد معه بقيّة مراحل حياته، وتتوالى في أجياله القادمة، والتي بلا شك تعتبر عناصر مهمة في استجماع شخصية سوية سليمة.

– أخصائية اجتماعية

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button