أحد الأقارب التحق بدورة عسكرية بعد تخرجه من الجامعة في تخصص اللغة الإنجليزية وبتقدير عالٍ!، وتخرج برتبة جندي، وقريب آخر بعد سنوات على تخرجه من تخصص الكيمياء، وحصوله على درجة البكالوريوس اضطر للالتحاق بدورة عسكرية وتخرج برتبة جندي !!
والأمر الأكثر دهشة هو أنهم يتحدثون عن زملاء لهم من خريجي الهندسة وطب الأسنان وباقي التخصصات العلمية والتطبيقية وحتى الأدبية رضوا بالأمر الواقع، واختاروا أن يضعوا حدًا لرحلة البحث عن وظيفة والقبول برتبة جندي.
بالطبع وظيفة الجندي وظيفة محترمة، ولا يمكن أبدًا التقليل من شأنها، والجندي يقوم بأدوار هامة في مختلف القطاعات العسكرية لا يمكن تغافل دوره أو الاستغناء عن خدماته، ولكن هذه الأدوار لا تتطلب أكثر من شهادة الثانوية العامة مع بعض الدورات التطويرية بحسب التخصص.
بالتأكيد أن العودة لشهادة الثانوية العامة بعد سنوات من الدراسة الجامعية هو نوع من الهدر!! هدر للكفاءات وهدر للطاقات التي يجب أن توظف في مجالات تناسب تخصصاتهم؛ ليساهموا في تسيير عجلة التنمية ورفد الاقتصاد الوطني، لذلك يجب أن يتم تدارك هذا الهدر بشكل عاجل، وأن تعد خطة وطنية بإشراف جهات عُليا في الدولة لمعالجة هذا الخلل الحاصل.
0